أدار اليمنيون ملف اغتيال رئيسهم صالح الصماد بشجاعة وحكمة، ولم ينجح العدوان السعودي في إضعاف جبهة المواجهة في اليمن.
تقرير: هبة العبدالله
ظهر يوم الخميس 19 أبريل / نيسان 2018، استشهد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن صالح الصماد في محافظة الحُديدة، إثر استهدافه بغارة جوية من طائرات العدوان، وهو يؤدي واجبه الوطني. هكذا جاء إعلان المجلس شهادة رئيسه الصماد، يوم الإثنين 23 أبريل / نيسان.
وفي وقت كان فيه المسلحون في اليمن التابعون للسعودية والإمارات يطلقون موجة تصعيد جديدة على الساحل الغربي، كان الرئيس الشهيد داخل الحُديدة في ساحة المواجهة يطمئن أبناءها إلى أنه لا قلق إطلاقا، وإلى أن “أبناء البحر سيخوضون البحر دونكم”، ويحذر السفير الأميركي في اليمن قائلاً: “سنسنتقبلك على خناجر بنادقنا”، ليُستشهد الصماد بعد خطابه الشجاع.
جزم قائد حركة “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي بأن اغتيال الصماد “يشكل جريمة فظيعة تتحمل قوى العدوان وعلى رأسها أميركا والنظام السعودي المسؤولية القانونية عن ارتكابها”.
ولقي إعلان الشهادة حفاوة من قبل دول تحالف العدوان التي وصفته وسائل إعلامها بـ”الضربة الكبرى” و”النصر الاستخباري”. لكن من يتابع ما حصل بين يوم الشهادة ويوم الإعلان عنها يجد عدم وجود تراجع لدى اليمنيين عن المواجهة والقتال، ويلمس ثباتاً وعزيمة لديهم.
فبينما كانت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية تحتفي بإعلان الشهادة المتأخر، كان اليمنيون يستعيدون نشاط القوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني و”اللجان الشعبية”، بين يوم الخميس الذي استشهد فيه الصماد ويوم الإثنين الذي أعلن فيه خبر استشهاده، إذ تواصل استهداف الداخل السعودي بصاروخين بالستيين من طراز “بدر 1” على ميناء تابع لشركة “أرامكو” النفطية في منطقة جيزان. كما ألحقت القوة اليمنية خسائر إضافية بمقاتلي العدوان على جبهة الساحل الغربي لليمن، في دليل على عجز السعودية والإمارات عن تحقيق ما تسعيان إليه من وراء تصفية الرجل الأول في سلطات صنعاء السياسية.
وعقب الاجتماع الطارئ للمجلس السياسي الأعلى يوم الإثنين، أكد قائد “أنصار الله” أن “قوى العدوان لن تحقق أي نتيجة لصالحها لا في مؤسسات الدولة التي اتخذت قرارها بمواصلة السير في طريق الشهيد، ولا على المستوى الشعبي الذي يرى في تضحية الشهيد الصماد حافزاً نحو المزيد من الصمود، ولا على مستوى«الجبهة الداخلية والروابط في ما بين المكونات والقوى السياسية في تأكيد على الحزم الذي تتمتع به صنعاء في مواجهة العدوان في مرحلة ما بعد الرئيس الصماد”.