تواصل “مكتبة قطر الوطنية” نشر وثائق حصلت عليها من المكتبة البريطانية، تكشف تاريخ السعودية وحكامها. يتعلق آخر هذه الوثائق بالأساليب الهمجية التي اتبعتها المملكة في تعاملها مع الخصوم السياسيين، واتخاذ المؤسسة الدينية ستاراً لاعتبار كل من يخالف الملك أو ينتقده خائنا لله وللدين.
تقرير: حسن عواد
في إطار التجاذبات السياسية والمناكفات بين السعودية وقطر على خلفية الازمة الخليجية، تواصل الدوحة نشر الوثائق التي حصلت عليها من المكتبة البريطانية، والتي تكشف تاريخ آل سعود الأسود.
وبعد نشر “مكتبة قطر الوطنية” وثائق تؤكد تلقي الملك عبد العزيز، مؤسس الدولة السعودية الثالثة، رشاوى من بريطانيا من أجل التراجع عن نيته باحتلال قطر، وعدم التوسع في نفوذه، نشرت المكتبة وثائق جديدة تشير إلى الأساليب الهمجية التي انتهجتها السعودية في تعاملها مع الخصوم السياسيين، واتخاذ النظام السعودي من المؤسسة الدينية ستاراً لاعتبار كل من يخالفه أو ينتقده خائنا لله وللدين، ليبرر لنفسه التنكيل بالخصوم الذين يسوقهم على أنهم عاصون لله وضالون، وأن الابلاغ عن المعارضين نوع من العبادة فضلاً عن معاقبتهم.
والوثيقة الأصلية التي نشرتها المكتبة القطرية محفوظ في المكتبة البريطانية تحت عنوان “أوراق خاصة وسجلات من مكتب الهند”، يعود تاريخها إلى 30 نوفمبر / تشرين الثاني 1935، وتتعلق بتقارير تفيد بإعدام السلطات السعودية للسجناء الذين سلمتهم الحكومة البريطانية عقب تمرد “الإخوان المسلمين” بين العامين 1929 و1930، على الرغم من التقارير التي تشير إلى تعهدات النظام للحكومة البريطانية بالحفاظ على حياة هؤلاء الرجال.
وبحسب الوثائق، كان البريطانيون قد عاهدوا النظام السعودي، من قبل، على أنهم سيسلمون إليهم من وصفوهم بالمتمردين، شرط أن يُبقي الملك على حياتهم، ويعاملهم معاملة إنسانية، إلا أنه أعدمهم، وقدم شهود زور من الخدم أفادوا بالإفراج عن المعارضين وتوصيلهم لمنازلهم.
وتحفل البرقيات بحالات عديدة لمعتقلين تم اقتيادهم من منازلهم وزج بهم في سجون النظام من دون تهمة، وغيبوا في السجون سنوات من دون محاكمة، ولا تزال هذه السياسة مستمرة حتى اليوم، وتنتقدها باستمرار منظمات مثل “العفو الدولية”.