“لجنة العلاقات الأميركية السعودية” التي تم إنشاؤها في عام 2016 بهدف تلميع صورة المملكة وحكامها لدى الرأي العام الأميركي وصناع القرار هناك، تمثل اليوم اللوبي السعودي في أميركا، وتركز اهتمامها بدرجة كبيرة على الحملة ضد قطر والدعوة للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
تقرير: عاطف محمد
تعرف “لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأميركية” أو مايعرف اختصاراً بـ”سابراك” مجموعة ضغط سعودية تأسست لتقوية العلاقات السعودية الأميركية، من خلال تعزيز أطر وروابط التواصل الإنساني والثقافي المباشر بين الشعبين السعودي والأميركي، لكنها تتخذ مؤخراً أهدافاً مغايره لحقيقة ما يجب ان تكون عليه.
كثفت اللجنة التي تتخذ من واشنطن مقراً لها حملاتها الهادفة إلى تشويه سمعة قطر وتأليب الرأي الأميركي ضدها، في سياق الحرب الدبلوماسية والإعلامية المتواصلة بين الدولتين الجارتين.
ويُضاف الدور الجديد الدعائي لـ”سابراك” إلى حقيقة الغرض من إنشائها. فبعيداً عن شعارات التواصل والتقارب الإنساني، جاء تأسيس اللجنة في السنة ذاتها التي أقر فيها قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” المعروف اختصارا باسم “جاستا”، والذي يسمح للمحاكم الأميركية بالنظر في قضايا تتعلق بـ”مطالبات ضد أي دولة أجنبية” ترتبط بعمل “إرهابي”، ويمثل القانون تهديدا سياسياً ومالياً كبيراً وغير مسبوق للسعودية بشكل خاص.
وتمثل اللجنة التي تسعى إلى تلميع صورة المملكة وحكامها لدى الرأي العام الأميركي وصناع القرار هناك، اللوبي السعودي في أميركا، وتركز اهتمامها اليوم بدرجة كبيرة على الحملة ضد قطر من خلال إنفاق ملايين الدولارات لتمويل حملات دعائية سياسية وإعلامية في عدد من وسائل الإعلام الأميركية.
وفي وقت سابق، كشف موقع “ديلي بيست” الإلكتروني الأميركي أن مجموعة “بوديستا غروب” لمؤسسها جون بوديستا، الذي ترأس سابقاً حملة هيلاري كلينتون الانتخابية، ساعدت “سابراك” في إنتاج إعلان دعائي يهدف إلى التأثير على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودعوتها إلى عدم الوثوق بقطر، كما كشف الموقع أن “سابراك” غير مسجلة بشكل قانوني في الولايات المتحدة.
ولا يقتصر نشاط “سابراك” على التحريض والدعاية ضد قطر في الولايات المتحدة فقط، بل تدعم أيضاً تقارب الدول العربية مع إسرائيل، وفقا لتصريحات وكتابات رئيسها سلمان الأنصاري، الذي سبق ودعى إلى “تشكيل تحالف متكامل” بين المملكة وكيان الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن هذا التحالف “ليس لمصلحة البلدين فحسب، ولكن أيضا في مصلحة الشرق الأوسط بشكل أكبر”.