أخبار عاجلة

كيف ردت الدوحة على الجبير حول كلام ترمب عن الحماية والسقوط ؟

نبأ.نت-تقرير : جميل السلمان

            في الوقت الذي تتعدد فيه “الازمات الملتهبة” بين السعودية وقطر في سياق ما بات يسمى بـ”الازمة الخليجية”، فإن ما أدلى به الرئيس الاميركي دونالد ترمب قبل ايام حول وجوب أن تدفع دول عربية أموالا لبقاء القوات الاميركية في سوريا معتبرا أن بقاءها (أي تلك الدول) مرهون بالحماية الاميركية وإلا سوف تسقط في أسبوع، -هذا الموقف- أضاف “شحمة” جديدة على “فطيرة” الازمات المشتعلة بين الجانبين السعودي والقطري، وفيما كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يسارع الى التأكيد أن من قصده ترمب في كلامه هو قطربالتحديد، داعياً اياها الى دفع الاموال، بادرت الاخيرة الى “رد الكرة” الى الملعب السعودي، وإن كان ذلك من خلال تسريبات اعلامية وصحفية،حيث تتخذ الدوحة سياسة “عدم الرد الرسمي المباشر” في المرحلة الحالية على “شقيقتها الكبرى” السعودية الغاضبة منها منذ زمن بعيد وتريد النيل منها في المرحلة الراهنة. ويتلخص الموقف القطري بأن مظلة الحماية الاميركية لا تشمل قطر فقط إنما السعودية أيضا.

الرد القطري على الجبير جاء عبر “مصادر اعلامية” قطرية حيث تقول “رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكد أكثر من مرة عزمه على حلْب السعودية حتى يجف ضرعها، فإن وزير خارجيتها عادل الجبير اختار أن يكون ناطقا باسم البيت الأبيض، فتولى تفسير تصريحات ترمب الأخيرة بشأن دفع ثمن بقاء القوات الأميركية بسوريا”.
وتضيف المصادر القطرية “لم يسمّ ترمب جهة بعينها عندما صرح الثلاثاء بأن دولا غنية بالشرق الأوسط عليها أن تدفع المال وتقدم الرجال لمساعدة القوات الأميركية في سوريا ما دامت هذه الدول لن تصمد أسبوعا واحدا دون حماية واشنطن “.
وتعتبر المصادر القطرية “أن تصريحات الجبير سابقة في الأعراف الدبلوماسية بالنظر لتجرؤ وزير خارجية دولة على تفسير تصريحات رئيس الولايات المتحدة، ولما تضمنته أيضا من مغالطات سياسية لجهة اعتبار قطر حصرا الجهة المعنية بدفع الأموال”. وتضيف “لم يخرج الجبير هنا عن الأعراف الدبلوماسية فقط، إنما خرج من المنطق الذي ورد في سياقه كلام الرئيس الأميركي”.

وتصل المصادر القطرية الى بيت القصيد حيث تقول “لا يخفى أن الحماية الأميركية في الخليج تشمل كل دوله، ولكن تصريح ترمب بطلب المال جاء في إطار حديثه عن سوريا وضرورة وضع سد عربي مسلح أو أميركي مدفوع في وجه المد الإيراني شرق المتوسط”. و”إذا كانت إيران هي محور الحديث، فإنه يعني السعودية في المقام الأول، حيث تتبنى الرياض مواجهة طهران -سياسيا على الأقل- “.
وتقول الاوساط القطرية “لعل الجبير تناسى أن الوجود الأميركي في سوريا المطلوب دفع ثمنه هو محور حديث سابق وصريح بين واشنطن والرياض”. وتذكر المصادر أنه “عندما أعلن ترمب رغبته في سحب قواته من سوريا ألح عليه ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان بالبقاء، وحينها رد عليه العجوز الأميركي: ادفع إذن”.
وقال ترمب يومها “السعودية مهتمة جدا بقرارنا، قلت لهم: حسنا تريدون بقاءنا، عليكم إذن أن تدفعوا”. وحتى قبل أن يدخل البيت الأبيض خصّ ترمب السعودية بالقول: “لديهم مليار دولار يوميا من عائدات النفط وعليهم أن يدفعوا لنا”.
في الخلاصة، فإنه لا يخفى على أحد أن الانظمة الخليجية الموجودة هي قائمة وباقية بفعل مظلة الحماية الامنية والعسكرية الغربية، وخصوصا الاميركية وينطبق ذلك على نظامي الحكم في السعودية وقطر وبالتالي فإن كلام ترمب موجه اليهما معاً .