بدأ تحالف العدوان على اليمن محاولة جديدة للسيطرة على الحديدة بمشاركة أميركية مباشرة، وهو ما يفسر تخصيص الرئيس الشهيد صالح الصماد للسفير الأميركي ماثيو تولر بحديثه من داخل محافظة الحُديدة، في غرب اليمن، عن التصدي لأي هجوم على المحافظة.
وعلى الرغم من عدم إعلان الولايات المتحدة مشاركتها في تلك العمليات، التي لم تحقّق أكثر من تقدم محدود على جبهة ميدي، إلا أن إسقاط القوات الجوية والدفاع الجوي طائرة أميركية من دون طيار من نوع “أم كيو 9” في 18 نيسان/ أبريل 2018 في سماء الحُديدة، أثبت ضلوع واشنطن في الهجمات الأخيرة.
يقول مصدر من حركة “أنصار الله” لصحيفة “الأخبار” اللبنانية إن رسائل وصلت إلى صنعاء، أواخر شهر مارس / آذار 2018، من قبَل تولر، تهدّد باجتياح الحُديدة رداً على تصاعد الضربات الصاروخية على المملكة. ووفقاً لما أفاد به المصدر، فإن تولر خاطب سلطات صنعاء بما مضمونه: “أوقفوا استهداف السعودية مقابل وقف عملية اجتياح الحُديدة”، فما كان من الصماد إلا أن كرر المعادلة التي سبق أن أرساها: وقف الضربات الجوية على اليمن نهائياً، والتوقف عن إسناد القوات الموالية لـ”التحالف”، مقابل وقف “أنصار الله” استهداف السعودية بالصواريخ البالستية، قبل أن يؤكد استمرار الهجمات الصاروخية رداً على جرائم العدوان.
لا ترى “أنصار الله” جديداً في معركة الحُديدة التي سبق أن أُعلنت قبل عامين من قبل “التحالف”، قبل أن تتوقف بفعل الخسائر التي تكبّدتها قواته في ميدي والطوال الواقعتين جنوب الحُديدة، بحسب ما يقول المصدر.
وفيما يشير المصدر إلى أن الجيش و”اللجان” هما “على أتم الاستعداد لأي هجوم على الحُديدة”، يؤكد أيضاً أن أي “محاولة لاقتحام الحُديدة ستكون عواقبها وخيمة، وتُعدّ بمثابة انتحار للرياض ومعها أبو ظبي، ومن خلفهما واشنطن، التي اصطدمت بواقع عسكري وأمني مغايِر لحساباتها، إذ تشكّل صواريخ أرض – بحر التي أدخلها الجيش و”اللجان” إلى ميدان المواجهة توازياً مع تهديدات بإمكانية تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر، معلماً رئيساً من معالم الواقع المتغير.