في ظلّ الخسائر الفادحة للجيش السوداني من جراء اشتراكه في العدوان على اليمن كبديلٍ ميداني للقوات السعودية والإماراتية، بدأت تتصاعد الأصوات البرلمانية والإعلامية والشعبية في السودان لضرورة سحب القوات السودانية من حربٍ لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
تقرير: محمد البدري
في تطورٍ جديدٍ للموقف السياسي السوداني من مشاركة الجيش في تحالف قوى العدوان على اليمن، طالبت “كتلة التغيير” في البرلمان السوداني، الرئيس عمر البشير، بالسحب الفوري للقوات السودانية المُشارِكة في العدوان على اليمن، وحملت الكتلة الحكومة المسؤوليات المالية والمعنوية كافة اتجاه أسر القتلى والجرحى السودانيين في الحرب.
وأكدت الكتلة، في بيان موقع باسم رئيسها أبو القاسم برطم، أنها ظلت “منذ البداية ضد مشاركة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في العمليات العسكرية في دولة اليمن وما نتج عنها من خسائر في الأرواح وسط القوات”.
وأشارت الكتلة إلى “سقوط مئات القتلى من السودانيين في حرب لا ناقة للسودان فيها ولا جمل”، مشددةً على أن “المشاركة مخالفة للدستور السوداني لعدم موافقة البرلمان عليه، الأمر الذي أفقدها السند الشعبي والدستوري”.
وتزايدت الأصوات المطالبة بسحب الجنود السودانيين الذين يقاتلون نيابة عن الجيش السعودي في الأراضي اليمنية لقاء المال عقب الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها.
وكان وزير الدولة السوداني السابق للشؤون الخارجية، غازي صلاح الدين، الذي بات معارضاً للبشير، قد أشار مؤخراً، خلال لقاءٍ صحافي، إلى أن “الناس يسألون عن الفائدة التي حصلنا عليها من قرار إرسال قوات إلى اليمن لكنهم لا يحصلون على إجابة”.
وفيما تتزايد الأصوات على مواقع التواصل الإجتماعي المُطالِبة بسحب الجنود السودانيين من اليمن، أكد رئيس تحرير أسبوعية “إيلاف” السودانية خالد التجاني إنه “في البداية قال المسؤولون السودانيون أنه قرار ديني لحماية الأماكن المقدسة في السعودية”، مستطرداً بالقول: “في الأصل حماية الأماكن المقدسة ليست من واجب السودان”، مؤكداً أن إرسال الجنود السودانيين للقتال في اليمن “دليل على فشل السياسة الخارجية للخرطوم”.
وكان الإعلام اليمني قد وزع مراراً في السابق صوراً لجثث عشرات العسكريين السودانيين في الصحاري والسواحل اليمنية قتلوا وهم يحاربون نيابة عن القوات السعودية والإماراتية ضد الشعب اليمني.