تماطل المملكة في دفع تعهداتها المالية للعراق ترقباً لنتائح الانتخابات البرلمانية هناك، فيما يؤكد مسؤولون عراقيون أن الرياض تخشى وصول شخصيات موالية لإيران إلى سدة الحكم في بغداد.
عاطف محمد
يكشف مسؤول عراقي رفيع المستوى أن المملكة تماطل منذ أسابيع في الإيفاء بتعهداتها المالية السابقة للعراق، مشيراً إلى أن الرياض تترقب ما ستسفر عنه الانتخابات التي ستجرى في 12 مايو/آيار 2018.
وكانت المملكة قد تعهدت بتقديم مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق، و500 مليون دولار إضافية لدعم الصادرات العراقية، فضلاً عن مِنح صغيرة، عبارة عن مشاريع تنفذها في المدن المنكوبة التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
وقال المسؤول العراقي الذي لم يكشف عن اسمه، في تصريحات صحافية في بغداد، إن “الحكومة تواجه ضغطاً هائلاً من داخل المدن المدمرة شمال وغرب البلاد وأن العراق لمس مماطلة من السعودية، وكذلك الإمارات، في مسألة الإيفاء بوعودهما له”، مرجحاً أن يكون السبب “رغبة الرياض انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات المقبلة والخشية من وصول شخصية موالية بشكل كامل لإيران إلى سدة الحكم في البلاد”.
من جهته، قال النائب في البرلمان العراقي والقيادي في التحالف الحاكم صادق المحنا إن “تحسن العلاقات العراقية مع دول عربية عدة جعلها تغدق بتبرعاتها على بغداد، ومنها الرياض، ولكن للأسف لم يصل للعراق ما وعدت به السعودية حتى اليوم”.
وفي فبراير / شباط 2018، قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إن المملكة خصصت 1.5 مليار دولار لمشاريع إعادة إعمار العراق، وتمويل الصادرات السعودية له. لكن، وبحسب مصادر عراقية، لم تف المملكة بوعودها حتى الآن كما أنها تلقى معارضةً شعبية واسعة بسبب دورها في دعم تنظيمات إرهابية داخل الأراضي العراقية.
وكانت الكويت قد نظمت، منتصف فبراير/شباط 2018، مؤتمراً للمانحين خصص لإعادة إعمار المدن العراقية المحررة، شاركت فيه أكثر من 60 دولة عربية وأجنبية. وأُعلن، في ختام المؤتمر، عن وعود بقيمة تجاوزت 30 مليار دولار، غالبيتها قروض سيادية وأخرى ميسرة، وكان العراق يأمل في أن يحصل على نحو 88 مليار دولار، وهي القيمة الإجمالية للخسائر التي ترتبت على احتلال “داعش” لمدن في شمال وغرب البلاد، وما تلاه من عمليات عسكرية واسعة لتحرير تلك المناطق.