بعكس ما تروجه السلطات السعودية حول السجون لديها، تُظهر تقارير دولية حقوقية الأوضاع المأساوية التي يعيشها السجناء في السعودية، والتي وصفت على إثرها البلاد بـ”مملكة الرعب والخوف في العالم المعاصر”.
تقرير: محمد البدري
يسعى الإعلام السعودي والمؤسسات الحكومية إلى نشر صورة إيجابية عن السجون، في حين أن الحقائق تكشف عكس ذلك تماماً.
كانت وزارة الداخلية السعودية قد نشرت صوراً على حسابها على “تويتر” من داخل السجون، أظهرت “التطور” الذي أُدخل على تلك المنشآت، لكن هذه الصور لم تُظهر الجانب المخفي في السجون السعودية.
إذ أن “هيئة حقوق الإنسان” في السعودية، وبعد زيارات نفذتها إلى السجون العامة وسجون المباحث ودور التوقيف والملاحظة ومؤسسات رعاية الفتيات، سعت إلى علاج العديد من الأوضاع السيئة التي رصدتها. وبحسب ما نشرته صحيفة “مكة” السعودية، يوم الثلاثاء 1 مايو / أيار 2018، فإن الهيئة “رصدت اكتظاظ عدد من السجون ودور التوقيف بالنزلاء بما يتجاوز طاقتها الاستيعابية. كما لاحظت الهيئة نقص عدد العاملين، ما يترتب عليه ضعف الرقابة أو متابعة القضايا، وعدم ملاءمة بعض السجون لظروف الأشخاص ذوي الإعاقة، وتجاوز المدد النظامية للتحقيق”.
وفي تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” لحقوق الإنسان، صادر في عام 2017، فقد “واصلت السلطات السعودية الاعتقالات، والمحاكمات التعسفية، والإدانات بحق المعارضين السلميين، واستمر عشرات الحقوقيين والناشطين في قضاء أحكام طويلة بالسجن لانتقادهم السلطات أو دعوتهم إلى إصلاحات سياسية وحقوقية، في ظل مواصلة التمييز ضد النساء والأقليات الدينية. كما يواجه المحتجَزون بالمملكة، وبينهم أطفال، انتهاكات ممنهجة ومتفشية لسلامة الإجراءات القانونية وإجراءات المحاكمة العادلة، بما يشمل التوقيف التعسفي”.
وعن التعذيب في السعودية، كانت منظمة “العفو الدولية” قد أكدت، في تقريرها السنوي لعامي 2016 و2017، أن السلطات السعودية “تتبع أساليب وحشية للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة لانتزاع اعترافات من المحتجَزين لاستخدامها دليلاً ضدهم في المحاكمة”.
بدوره، كان موقع “ويكيليكس” قد كشفـ في عام 2017، عن أساليب وحشية تتبعها السلطات السعودية لتعذيب المعارضين. وأكدت الوثائق التي نشرها الموقع أن الأساليب القمعية والتعذيبية في السعودية من أشرسها في العالم. ويوجد حالياً في السجون السعودية أكثر من 30 ألف معتقل سياسي، يعانون، بحسب الوثائق ذاتها، من “شتى وسائل القمع والتنكيل من دون أي تهمة محددة أو محاكمات عادلة، وتشير الوثائق إلى أن السعودية “تُعتبر من أشهر ممالك الرعب والخوف في العالم المعاصر”.