نبأ.نت : تقرير : جميل السلمان
أظهرت النتائج غير النهائية التي أفرزتها الانتخابات النيابية، التي جرت أمس الاحد في لبنان، تعرض القوى المتحالفة مع المشروع “السعودي-الاميركي” في المنطقة لخسارة كبرى، ولا سيما حزب “المستقبل” الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يعتبر “رجل السعودية الاول في لبنان” -رغم غضبها عليه في تشرين الثاني من العام الماضي عبر اجباره على الاستقالة من منصبه -، فيما سجل الفريق المصنف على أنه ضمن “محور المقاومة” بقيادة حزب الله، فوزاً كاسحا للوائحه في معظم الدوائر التي خاض فيها الانتخابات، وخصوصا في دوائر الجنوب وبعلبك-الهرمل، وبهذا يكون حزب الله متحالفا مع حركة أمل قد وجه صفعة قوية لتدخلات السفارات الاجنبية والخليجية التي سعت الى دعم خصومه بهدف إظهار تراجع شعبية خيار المقاومة في لبنان.
وبحسب المحللين والمتابعين لنتائج الانتخابات النيابية في لبنان، فقد تلقى الرئيس سعد الحريري وحزب “المستقبل” الصفعة الاكبر في تاريخه حسبما جاء في مقال تحليلي للصحافي ابراهيم الامين في صحيفة “الاخبار” . ولم يعد بمقدوره الحديث عن احتكار التمثيل السني في البلاد واحتكار تمثيل المدن الكبيرة، ولا عن قيادة الفريق السياسي المنتمي الى المحور الاميركي ـــ السعودي في لبنان. ويقول الامين “ما خسره الحريري من العرقوب الى صيدا وجبل لبنان وبيروت وطرابلس وصولا الى زحلة والبقاع الغربي، لن تعوضه نتائج عكار التي قامت على ودائع غازي كنعان”.
ويرى المحللون، أن “خسارة الحريري شكلت العلامة الفارقة في هذه الانتخابات التي ستكون لها تداعياتها على معركة تأليف الحكومة الجديدة، خصوصا ان من فازوا أمامه هم من الاقطاب البارزين مناطقياً ووطنياً، من اسامة سعد في صيدا، وعبد الرحيم مراد في البقاع الغربي، الى فيصل كرامي ونجيب ميقاتي في طرابلس “، كما هي الحال مع خسارته المقاعد غير السنية معه.
وبالتالي، سيكون الحريري اول المطالبين بمراجعة شاملة. والى ان تحصل، فان التعبئة الطائفية والمذهبية التي قادها تياره خلال اليومين الماضيين، لن تنفع في قلب الحقائق. وما عليه سوى الاقرار بالنتائج والتصرف على اساس ان صورة لبنان باتت تختلف كثيرا عما سبق الاحد الكبير.
ويرى خبراء أن الصفعة الاقوى التي تعرض لها رجل السعودية في لبنان (الحريري) هو نتائج العاصمة بيروت حيث لم تفز لائحته في دائرتها الثانية إلا بخمس مقاعد من اصل أحد عشر مقعدا ما يعني أن أبناء العاصمة لم ينجروا الى الخطاب التحريضي الذي اعتمده الحريري و”المستقبل” ضد المقاومة ولائحتها في بيروت التي تمكنت من الفوز بأربعة مقاعد نيابية في الدائرة الثانية للعاصمة.