رداً على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، قائد الثورة في الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي أن إيران لن تكون عبداً ذليلاً للولايات المتحدة، فيما لوّح الرئيس الشيخ حسن روحاني بالعودة الى التخصيب من دون أي قيود.
محمد البدري
من دونِ “ضمانات عملية” تقدمها الدول الأوروبية، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تواصل التزامها بالاتفاق النووي، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. هذا ملخص الموقف الإيراني، والذي عبّر عنه قائد الثورة السيد علي الخامنئي.
أكد السيد الخامنئي أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ارتكب خطأ كبيراً، مشدداً على أن مستقبل إيران سيكون أفضل. وكشف السيد الخامنئي أن طهران حصلت على رسالة بعثها ترامب قبل أيام لزعماء الدول الخليجية يطالبهم بدفع 7 ترليون دولار أنفقتها واشنطن عليهم، ويأمرهم متصوراً بأنه قادر على مخاطبة الشعب الإيراني بالأسلوب نفسه.
بدوره، شن الرئيس الإيراني حسن روحاني هجوماً حاداً على الولايات المتحدة، متوعداً، خلال كلمة متلفزة له عقب كلمة ترامب، بأن بلاده ممكن أن تعود الى التخصيب الصناعي في المستقبل من دون أي قيود إذا اقتضت الحاجة.
وتوالت سريعاً ردود الفعل الإيرانية على قرار ترامب. ففي خطوة رمزية، قام مجلس النواب الإيراني بحرق العلم الأميركي ونسخة من نص الاتفاق، بينما شنت القيادات السياسية والعسكرية هجوماً عنيفاً على خطوة الإدارة الأميركية. وقال رئيس البرلمان علي لاريجاني إن بلاده ليست ملتزمة بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن منه، مؤكداً أن طهران ستواصل برنامجها الصاروخي.
وهاجم لاريجاني الرئيس الأميركي قائلاً: “إنه لا يصلح لمنصبه”، مضيفاً “ترامب ليست لديه القدرة العقلية للتعامل مع الأمور” وأنه “لا يفهم سوى لغة القوة”.
من جانبه، بارك قائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، انسحاب واشنطن من الإتفاق، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية التي تؤيد الحفاظ عليه لا يمكنها اتخاذ قرارات مستقلة خارج الفلك الأميركي.
يرتبط إلتزام طهران بالاتفاق النووي بمدى التزام الدول الأوروبية به بعيداً عن الضغوط الأميركية، وفيما تعتبر القيادات الإيرانية بأن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على مجابهة تلك الضغوط، فإن الأنظار ستتجه إلى الخطوات التي ستقوم به طهران رداً على نقض الاتفاق، لا سيما وأن المستهدف ليس الاتفاق بل التأثير الإيراني على سياسات المنطقة.