أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية التي جرت في ماليزيا، أمس الأربعاء، فوز تحالف المعارضة بزعامة رئيس الوزراء الأسبق مهاتير محمد، لينهي بذلك ستين عاما من حكم حزب الجبهة الوطنية. فوز أتى بما لا تشتهيه السفن السعودية الإماراتية، فالإطاحة بحليفهم نجيب عبدالرزاق تعد خسارة لقيادة الدولتين.
تقرير: حسن عواد
صفعة سياسية تلو الأخرى تتلقاها الرياض وابو ظبي.
بعد هزيمة حلفائها في الانتخابات البرلمانية اللبنانية ها هو حليفها في ماليزيا رئيس الوزراء الحالي نجيب عبدالرزاق يمنى بالهزيمة أيضا لصالح تحالف المعارضة، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق مهاتير محمد.
مشهد سياسي جديد قد يمثل قلقا لقادة السعودية والامارات، فهزيمة عبدالرزاق ستصل آثارها إلى ضفافهما حيث شركائه في الفساد. وهو ما لخصته تغريدة للكاتب السعودي جمال خاشقجي كتبها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
الفوز أتى بما لا تشتهيه السفن السعودية الإماراتية، فالإطاحة بحليفهما تعد خسارة تجدد ماض سعت الدولتان على مدار أكثر من عامين للحصول على صك البراءة منه، وهو الاتهام بمحاولة غسيل أموال بالمليارات عبر صندوق يرأسه عبد الرازق.
وواجه الأخير منذ عام 2015، اتهامات بالفساد المالي، إثر اكتشاف تحويل مبلغ 681 مليون دولار إلى حسابه من صندوق التمويل الحكومي، وهي الأموال التي قالت الحكومة السعودية إنها حولتها للرجل وليس للصندوق، حتى تبرئ ساحته من الاتهامات.
الأمر نفسه تكرر مع أموال حولتها شركة الاستثمارات البترولية الدولية إيبيك المملوكة لحكومة أبوظبي، إلى الصندوق ذاته، ففي عام 2005، قالت الشركة إنها وافقت على منح صندوق التنمية الماليزي المثقل بالديون، مليار دولار نقدا، علاوة على تحمل ثلاثة مليارات وخمسئة مليون دولار من ديونه مقابل بعض أصوله، وذلك وسط أحاديث عن أن هذه الأموال حصل عليها عبدالرازق، وهي الاتهامات التي نفاها الأخير.
تلك الهبات الضخمة التي قدمت لرئيس وزراء ماليزيا كانت بهدف مساعدته للفوز بانتخابات عام 2013 في سباق قلق ساور السعودية من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في ماليزيا.