السعودية ترتعد من الصواريخ البالستيه اليمنية وتدشن نظام إنذار مبكر في مدن عدة بينها العاصمة الرياض
بعد غيابٍ لربع قرن، تعود صفارات الإنذار إلى العاصمة السعودية الرياض، بسبب التهديدات التي تفرضها الصواريخ البالستية اليمنية، وهو ما يضع تصريحات المسؤولين السعوديين حول عدم تأثير تلك الصواريخ على الرياض، في خندق تضليل الرأي العام السعودي.
تقرير محمد البدري
منذ أكثر من ربع قرن لم تطلق صافرات الإنذار في السعودية أصواتها “المرعبة”، ولم يسمع بها أجيال ما بعد حرب الخليج الثانية، لتعود مجدداً إلى مسامع سكان العاصمة الرياض، بعد تزايد تهديدات الصواريخ الباليستية اليمنية.
أعلنت السعودية عن تدشين نظام إنذار مبكر في مدن عدة بينها العاصمة الرياض، في مرحلة تشهد فيها استهدافاً متكرراً بالصواريخ البالستية من قبل القوة الصاروخية في الجيش اليمني، وهو ما يعكس التأثير الكبير الذي تحدثه تلك الصواريخ على العاصمة السعودية ويكذب التصريحات الرسمية كلما أطلق الجيش اليمني صواريخه البالستية على الرياض، والتي تدي من خلالها أنها تصدت لتلك الصواريخ.
وقال المدير العام للدفاع المدني السعودي، سليمان العمرو، إن مشروع صافرات الإنذار في الرياض ومحافظة الخرج والدرعية والمنطقة الشرقية يأتي تتويجاً لجهود تحديث صافرات الإنذار بما يتواءم مع حاجة جميع مناطق المملكة لمواجهة المخاطر.
فشلت تجربة الصفارات، التي جرت يوم الخميس 10 مايو / أيار 2018، في مناطق عديدة من العاصمة السعودية، وفق ما أظهرته التعليقات على موقع “تويتر”، حيث أرفق السعوديون فيديوهات وصوراً للتجربة قالوا فيها إن أعمدة صافرات الإنذار في بعض المناطق غير صالحة للعمل، متسائلين عن السبب الذي حال دون إطلاق صفاراتها.
وشملت المرحلة الأولى من التجربة كلاً من مناطق: الشرقية، والرياض، والمدينة المنورة، وتبوك، وجازان، ومكة المكرمة، أما المرحلة الثانية فتشمل مناطق: نجران، وعسير، والباحة، في حين أن المرحلة الثالثة تشمل القصيم، والحدود الشمالية، وحائل، والجوف.
يشكل صوت صفارات الإنذار أمراً غير مألوف لفئة الشباب الذين يشكّلون غالبية السكان ولم يعايشوا أجواء حرب الخليج الثانية ودوّت حينها صفارات الإنذار مرات عدة في السعودية، محذّرة من اجتياح نظام الرئيس العراقي، صدام حسين، لأراضي المملكة، وهو ما يشير، بحسب مراقبين لمسار المعركة بين الجيش اليمني وتحالف العدوان السعودي، إلى أن الرياض حالياً تعيش أجواء حربٍ حقيقية شبيهة بتلك المرحلة، مع اختلاف الطرف المقابل والدوافع التي تحثه على اطلاق الصواريخ، الأمر الذي يكذب ادعاءات وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، والذي زعم مؤخراً أن الصواريخ اليمنية البالستية “لا تؤثر على السعودية”.