الولايات المتحدة / نبأ – قال ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” إن “رعاة البقر” يمتلكون قوة هائلة ويقودون العالم في اتجاه الحرب مع إيران، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتفق معهم في الحشد ضد إيران.
وأضاف الضابط جون كيرياكو، في مقال نشره موقع “كونسرتيوم نيوز” الاستقصائي الأميركي يوم 10 مايو/ أيار: “بعد 15 عاماً قضيتها في العمل تعلمت أن “سي آي إيه” يمكنها أن تشعل الحرب من دون أن تكون لديهم خطة خاصة بأهداف الحرب النهائية”، مضيفاً “هم لا يمتلكون استراتيجية للخروج من الحرب بعد إشعالها”.
وتابع قائلاً: “في ربيع عام 2002، كنت أعمل في باكستان، حتى تم استدعائي إلى قيادة “سي آي إيه” لإخباري أن البيت الأبيض اتخذ قرار غزو العراق منذ شهور، وأن واشنطن ستتظاهر بالذهب إلى مجلس الأمن الدولي لمطالبته باتخاذ قرار بهذا الشأن، رغم بأنها اتخذت القرار فعليا لإسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وإنشاء أكبر قاعدة جوية في العالم، جنوب العراق”.
وأضاف كيرياكو”، في المقال الذي نشرته وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، لم تمر فترة كبيرة حتى بدأ وزير الخارجية (الأميركية)، في ذلك الحين، كولن باول، بجولة عالمية شملت أوروبا والشرق الأوسط والأمم المتحدة لحشد مواقف دولية تدعم خطة غزو العراق، بحجة امتلاكها سلاح دمار شامل وأنه أصبح خطراً لا بد للعالم أن يتخلص منه في أقرب وقت”.
يذكر ضابط الاستخبارات الأميركي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ظل يتحدث منذ عام 2016 عن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وتوج حديثه بقرار الانسحاب الذي أعلنه في 8 مايو / أيار 2018، وأعلن أيضاً استئناف العقوبات على إيران. يمثل ما يحدث مع إيران بالنسبة إلى كيرياكو تكراراً للسيناريو الذي حدث مع العراق منذ عقدين من الزمان.
ولفت الضابط الأميركي الانتباه إلى أن ترامب بدأ مرحلة جديدة في سيناريو المواجهة مع إيران بالتغييرات داخل إدارته، التي جاءت باثنين من الصقور، الذين يطالبون بتغيير النظام في طهران، وهما مايك بومبيو، مدير “سي آي إيه” السابق، الذي تولى وزارة الخارجية، وجون بولتون، سفير واشنطن في الأمم المتحدة السابق، الذي أصبح مستشاراً للأمن القومي. وأعتبر كيرياكو أن “الفكر الذي يتبناه كلا الرجلين يخالف القانون الدولي”.
وأضاف “ربما يكون الشيء الأكثر ازعاجاً في الوقت الحالي هو التحالف بفعل الأمر الواقع، الذي تشارك فيه إسرائيل والسعودية، والإمارات، والبحرين، ضد إيران، للترويج لامتلاكها برنامج للأسلحة النووية”، مضيفاً “هناك تشابه بين ما يجري في الوقت الحالي وما قام به كولن باول، قبل 15 عاماً، الذي قاد مجلس الأمن لإقرار أن العراق لديه برنامج نووي عسكري”.
وبحسب كيرياكو، فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يمثل “الأب الروحي” لحرب اليمن، يتحدث عن التهديد الإيراني في كل جولة عالمية يقوم بها”، والأمر ذاته تتحدث عنه الإمارات والبحرين، وفق ما يقول كيرياكو.
واستطرد كيريكاو قائلاً: “كانت تلك كذبة”، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تمهد الطريق للحرب مع إيران، التي ستكون بتصريحات رنانة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن التهديد الإيراني، تليها جولة لوزير الخارجية مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط وأوروبا، بالتوازي مع خطابات واستغاثات لإنقاذ أميركا وحلفاءها من هذا الخطر، تقودها سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هالي”.
وتابع قائلاً: “ستكون المحصلة هي حشد السفن الحربية في شرق البحر المتوسط والخليج العربي قبل أن يتم إطلاق شرارة الحرب الأولى، التي ربما تندلع بصورة مفاجئة”.