في لحظة فارقة من عمر القضية الفلسطينية ووسط دعم غير محدود من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل، تمضي خطوات التطبيع بين كل من أبو ظبي والمنامة وقبلهما الرياض مع إسرائيل لتأخذ أبعاداً مختلفة حيث وصلت مؤخراً إلى مرحلة التطبيع العلني.
عاطف محمد
في جديد معسكر التطبيع الخليجي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي بقيادة المملكة السعودية، أفادت وسائل إعلام أميركية من بينها وكالة “أسوشيتد برس” وصحيفة “واشنطن بوست” أن سفيري الإمارات يوسف العتيبة والبحرين عبد الله بن راشد آل خليفة، التقيا برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في مطعم راق في واشنطن في مارس/آذار 2018.
وذكرت “أسوشيتد برس” أن العتيبة وآل خليفة اجتمعا في مطعم “كافي ميلانو” في “حي جورج تاون” بواشنطن مع المستشار الأميركي والمسؤول في وزارة الخارجية الأميركية براين هوك، وبعدد من الصحافيين الأميركيين، ليحضر بعد ذلك نتنياهو وزوجته، و”تحصل أحاديث ودية وتعلو الضحكات”.
وبحسب “واشنطن بوست”، فإن “العشاء بين الطرفين يسلط الضوء على أحد أسوأ الأسرار المحفوظة في العالم العربي”، وهي “العلاقات الهادئة بين إسرائيل والإمارات وبعض من جيرانها العرب الذين يزداد اقترابهم من إسرائيل، برغم عدم اعترافهم رسميا بوجودها”.
وتشير الصحيفة إلى أن “هناك قضية جديدة مشتركة تجعل هؤلاء أكثر قرباً من إسرائيل وهي الوقوف ضد إيران”، مشيرة إلى أن “اللقاء يلقي الضوء عن مدى علاقات التعاون الودي بين إسرائيل وبعض من دول الخليج العربي بقيادة السعودية، التي تقوم على وجهة نظر مفادها أن إيران تمثل الآن تهديدا للمنطقة أكثر من إسرائيل”.
وتشير تقارير نشرتها الصحف الأميركية والإسرائيلية إلى أن كلاً من الإمارات والبحرين والسعودية تجاوزت مرحلة “التعارف” مع إسرائيل لتصل إلى “توطيد العلاقات”، و”التنسيق حول ملفات ساخنة في المنطقة”، خصوصاً الملف الفلسطيني وما بات يعرف بـ”صفقة القرن” وأيضاً مزاعم التهديد الإيراني.
وإذا كانت السعودية قد فتحت باب التطبيع على مصراعيه من الجانب السياسي والإعلامي ضمن سياسة الانفتاح الجديدة التي يعتمدها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فإن الإمارات والبحرين كانتا الأكثر نشاطاً في هذا السياق حيث بات التطبيع علنياً وعلى المستويات السياسية والثقافية والرياضية وغيرها.