تقرير: سناء ابراهيم
لا تنفك السعودية بالبحث عن تموضع لها في دول المنطقة وإيجاد حلفاء ومؤيدين، إثر الخسائر المتتالية التي تتكبدها بسبب سياساتها الخارجية، وبعد الخسارة التي منيت بها على الساحة اللبنانية وعدم تمكنها من تحقيق رغباتها الفتنوية هناك، حلّت الانتخابات العراقية لتكشف عن سعي حثيث للرياض بإيجاد حلفاء وإبقاء بلاد الرافدين في حالة من التوتر والاقتتال بعد هزيمة المشروع الارهابي المتمثل بـ”داعش” والدعم المقدم له.
في أول انتخابات برلمانية بعد دحر “داعش” عن أراضي العراق، سيطر مشهد التدخل الخارجي المقدم للكتل العراقية على الساحة، مع توجيه أصابع الاتهام الى الرياض بالبحث عن تموضوع جديد يكفل تواجدها في بلاد الرافدين، ودعمها بالمال إلى بعض التكتلات، إذ وجه نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، اتهاما للسعودية بمحاولة التأثير في الانتخابات العراقية ، مشيرا إلى أن “السعودية لم تغيّر رؤيتها تجاه العراق وفشلت في إسقاط النظام في سوريا ولبنان”.
المالكي أضاف “الرياض تعتقد أنها تستطيع أن تسحب العراق لتحالفها، كما أن تأثيرها كبير جداً في الانتخابات عبر دعم بعض الكتل بالأموال والإعلام، وهي تتوهم أنها قادرة على اختراق الساحة العراقية، عبر محاولة فتح قنصلية سعودية في النجف والبصرة والدعوات لمسؤولين وشيوخ”، مطالبا الرياض بإنهاء سلوكها الطائفي في المنطقة عموماً والعراق خصوصاً، قائلاً:” إن بغداد ترحّب بإنهاء السعودية لسلوكها الطائفي ودعمها للمنظمات الإرهابية”.
من جهته، كشف القيادي في ائتلاف دولة القانون زيد الأسدي ، عن مخطط “سعودي ـ أمريكي” لخلق اصطفاف “طائفي” في المرحلة المقبلة، ودعم شخصيات سياسية سنّية طالما اشتهرت في مواقفها المعادية للعملية السياسية في الفترة الماضيي، مؤكداً أن “مخطط خلق اصطفاف طائفي في العراق، يأتي بتوجيه أمريكي، وبدعم مالي سعودي”. واتهم الرياض بعدم السماح بتقديم الدعم “للحشد الشعبي” عبر القادة السياسيين وذلك بسبب تورطها بتقديم الدعم التنظيمي والمالي والفكري لداعش، وفق تعبيره.
تعليقاً على تحويل العراق إلى ساحة للنفوذ الاقليمي، لفت الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، إلى أن الانتخابات العراقية أضحت ساحة حرب بين القوى الإقليمية؛ حيث تتنافس السعودية وإيران وتركيا على حسم نتائجها، وفق تعبيره.