مصالح اقتصادية استخباراتية وراء العلاقات بين الرياض وتل أبيب

كشفت دراسة اسرائيلية عن المصالح التي تقف وراء التطبيع في العلاقات بين بعض الدول الخليجية وكيان الاحتلال، ليكون للاقتصاد والاستخبارات الهدف الاساس على حساب القضية الفلسطينية.

تقرير: سناء ابراهيم
على أجساد أكثر من ستين شهيداً في مسيرة العودة، يسير ركب التطبيع مع كيان الاحتلال “الاسرائيلي”، من قبل السعودية والبحرين والامارات، وذلك تزامناً مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، حيث كشف وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال أيوب قرا، عن تلقيه دعوة رسمية لزيارة الإمارات، وهي المرة الاولى التي تكون الدعوة علنية ورسمية.
ولم يكن صدفة أن يتم، تسريب خبر لقاء سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ليتكشف شعار “صفقة القرن” على حقيقته.
وما بين دعوات ولقاءات وزيارات متبادلة، وتصاريح من مسؤولي الاحتلال بلسان الرياض والامارات، تتسارع الخطوات التطبيعية في العلاقات، لتكشف عن المنافع المتبادلة من نتائج التطبيع، حيث كشفت دراسة صدرت عن”المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية ميتيفيم”، عن أن التوجهات التي يعبر عنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحمل في طياتها لكيان الاحتلال فرصاً هائلة على الصعد الاستراتيجية، الأمنية، والاقتصادية.
تشير الدراسة إلى أن نظام الحكم السعودي ينطلق من افتراض مفاده أن هناك طاقة كامنة مهمة وحيوية في التحالف مع الكيان بسبب ما سمي “تعاظم الخطر الإيراني” وفق تعبيرها، إذ أشارت معدة الدراسة الباحثة المتخصصة في الشأن السعودي ميخال يعاري، إلى أن ما يغري الرياض بالسعي لتعزيز تحالفها مع تل أبيب حقيقة إدراكها أن الكيان هو “الوحيد في المنطقة القادر على مواجهة الأعداء المشتركين عسكرياً”، مدعية أن نظام الحكم في الرياض بات يرى في تل أبيب “اللاعب الإقليمي الأبرز” القادر على مساعدتها في مواجهة إيران “بسبب تراجع دور الولايات المتحدة وتوجه الإدارات الأميركية المتعاقبة لتجنب التورط في صراعات المنطقة الدامية”، على حد تعبيرها.
وكشفت عن أن السلطات السعودية معنية ليس فقط بالاستفادة من القدرات الاستخبارية والاستراتيجية لتل أبيب، بل تراهن على “التقنيات المتقدمة التي ينتجها الاحتلال في تحسين قدرة الرياض على تحقيق رؤية بن سلمان 2030″، مدعية أن “توجه السعودية للتعاون أمنياً مع الكيان سيشجع دولاً عربية أخرى على التعاون مع تل أبيب”.
“إسرائيل بإمكانها أن تعتمد على السعودية في احتواء تفجر بعض الأحداث الحساسة، لا سيما في كل ما يتعلق بردة الفعل الفلسطينية على ما تقوم به إسرائيل في المسجد الأقصى”، قالت الباحثة، في إِشارة إلى الدور السعودية في اغتيال القضية الفلسطينية وتهويد القدس.