جزم الإعلام الإسرائيلي بأن الشعب الفلسطيني أفسد احتفال نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وكشف عن تفاصيل الاحتفال والتعاطي الأميركي الفوقي مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
محمد البدري
لم يستطع الإعلام العبريّ، الذي يُعتبر مرآة دوائر صنع القرار في كيان الاحتلال، إخفاء حقيقة أن الشعب الفلسطيني أفسد فرحة الكيان بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس.
فقد اعتبرت المُستشرقة الإسرائيليّة، شيمريت مئير، أنّه “طيلة أسابيع، خطط رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة، يحيى السنوار، لهذا اليوم، الذي يُفترض أنْ يكون ذروة حملة “مسيرة العودة الكبرى”، لافتةً الانتباه إلى أنّه “في البداية كان يفترض أنْ يحدث هذا اليوم في يوم النكبة الذي يحل يوم، 15 أيار، ولكن القرار الإسرائيليّ الأميركيّ غير الذكيّ، لإجراء مراسم تدشين السفارة الأميركية يوم الاثنين، تاريخ 14 أيار، قبل يوم من يوم النكبة، تحول إلى فرصةٍ استثنائيّةٍ “لدى “حماس”.
ورأت مئير أنّ “أهداف السنوار واضحة: الإضرار بالاحتفالات الإسرائيلية، إرباك الأميركيين، الإشارة إلى العرب الذين لا يحركون ساكنًا في ظل قرارات (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب”.
بدوره، كشف كبير المُحلّلين الإسرائيليين في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، ناحوم بارنيع، النقاب عن خفايا الاحتفال بافتتاح السفارة الأميركيّة في القدس، وكيف أنّ “الأميركيين فرضوا على الإسرائيليين العمل والتصرّف وفق الإملاءات المُعدّة مُسبقًا في واشنطن، بحسب البروتوكول”.
وكشف بارنيع عن أنّ رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو “طلب المُشاركة في إزالة الستار عن اليافطة التي كُتب عليها: سفارة الولايات المتحدّة الأميركيّة في القدس – إسرائيل، ولكنّ طلبه قوبل بالرفض المُطلق من قبل واشنطن، حيث قامت بهذه العملية ابنة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، إيفانكا، بمُشاركة وزير الماليّة الأميركيّة، ستيف مانوتشين، وهو يهوديّ أميركيّ، وصل إلى فلسطين المحتلة خصوصاً من أجل هذا الحدث”.
وبحسب بارنيع، “لم يكُن هذا الرفض يتيماً من قبل الأمؤركيين، بل انسحب أيضاً على عقيلة نتنياهو، سارة، المُتورطّة في عددٍ من قضايا الفساد والرشاوى والاحتيال. أكّد بارنيع أنّ “سارة طلبت من المُنظمّين الأميركيين الجلوس خلال الاحتفال إلى جانب إيفانكا ترامب، بهدف الحصول على أوسع تغطيةٍ من وسائل الإعلام الإسرائيليّة والعالميّة، ولكنّ الأميركيين لم يرضخوا لطلبها، وأبلغوها بأنّ طلبها مرفوض جملةً وتفصيلاً”.