تتجه المملكة السعودية نحو تعميق التطبيع مع إسرائيل وجعله أكثر علنية، إذ يعمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سياسياً وإعلامياً على تجاوز القضية الفلسطينية والاعتراف بإسرائيل، بما يعنيه من تعايش إيجابي بين الرياض وتل أبيب.
وأمام قرار ابن سلمان، تسارعت جهود النخبة الإعلامية في المملكة محاوِلةً حرث الرأي العام بقوة وتقليب تربة الشعب السعودي لتتقبل زراعة الواقع الجديد. إذ يعد الكاتب السعودي محمد آل الشيخ من أشرس الداعين إلى التطبيع، وهو يحاول دائماً تدعيم رأيه بفتاوى دينية للقاضي السعودي الراحل عبد العزيز بن باز ومنها ما يفيد بإمكانية إقامة علاقات بين دول إسلامية وإسرائيل.
كذلك سبق ودون آل الشيخ على حسابه على “تويتر” داعياً الفلسطينيين إلى “الرضا بالقليل وعدم تحدي إسرائيل التي تدعمها واشنطن والغرب”، في حين أن الفلسطينيين لا يدعمهم إلا “أصحاب الشعارات والخطباء الذين لن يقتلوا ذبابة”، على حد قوله.
أما الكاتب السعودي ومدير “معهد أبحاث الشرق الأوسط” في جدة، عبدالحميد الحكيم، فكان قد طالب العرب بـ”الإيمان بأن القدس رمز ديني مقدس لليهود كقداسة مكة والمدينة بالنسبة إلى المسلمين”، كما طالب العقل العربي بـ”التحرر من الموروث الناصري والإسلام السياسي الذي غرس ثقافة كراهية اليهود، وإنكار حقهم التاريخي في المنطقة”.
وشن الكاتب السعودي تركي الحمد، على “تويتر”، هجوماً على الفلسطينيين، معتبرا أنهم “باعوا قضيتهم”، وبالتالي “يجب ألا تكون القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى”، فيما قال الكاتب السعودي أحمد العرفج، خلال مقابلة تلفزيونية، إن إسرائيل “لم تعد كما السابق، ولا بد من الاعتراف بوجودها”، مضيفا أن قطع العلاقات مع إسرائيل “غير مجد”.
وأيد منصور الخميس، على “تويتر”، الضربات الإسرائيلية داخل سوريا، قائلاً إنه لو كان يملك أي معلومات تفيد الإسرائيليين فـ”لن يتردد بالتعاون” معهم. كما هاجم “مسيرات العودة”، معتبراً أنها مظاهرات إيرانية حمساوية لإثارة الفوضى، مطلقا عليها تسمية “مسيرات المولوتوف”.
الكاتب السعودي ورئيس تحرير صحيفة “الرياض اليوم”، سامي العثمان أعرب عن تأييده الكامل لإسرائيل في قصفها للبنى التحتية بسوريا، مؤكداً في الوقت نفسه بأنها “هي الوحيدة القادرة على هزيمة إيران”، مخالفاً تصريحات ودعاوى النظام وزعمه بأن المملكة قادرة على هزيمتها.
وتتواصل الأصوات المؤيدة لكيان الاحتلال الإسرائيلي داخل السعودية، ويضاف إليها الكتاب حمزة السالم وسعود الفوزان وعبد الرحمن الراشد المقرب من البلاط الملكي والناشطة سعاد الشمري.