يستقبل الدعاة المعتقلون في المملكة أول شهر رمضان لهم خلف قضبان السجون. لن يخلو الشهر الكريم من مضايقات السلطات بعد قوانين مثيرة عدة تضمنت توثيق وجمع معلومات عن المعتكفين أو المصلّين من الجنسيات العربية والإسلامية في مساجد الممكلة.
عاطف محمد
يمر شهر رمضان المبارك هذا العام على عشرات الدعاة السعوديين للمرة الأولى داخل سجون المملكة بعدما اعتادوا اعتلاء منابرها في هذا الشهر، منذ طالتهم حملة اعتقالات في سبتمبر/أيلول 2017.
وجاءت حملة الاعتقالات على خلفية مواقف الدعاة من الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات ومصر والبحرين، على دولة قطر، حيث تمت الاعتقالات من دون أمر قضائي أو مذكرة إلقاء القبض، وهي طريقة تشبه عمليات الاختطاف، ويمنع المعتقل من التواصل مع ذويه أو توكيل محام لمتابعة قضيته.
ولا تكشف السلطات عن هوية المعتقلين ولا عن عددهم، لكن مغردين سعوديين أكدوا اعتقال 20 شخصية معظمهم من الدعاة، منهم بعض الدعاة المشهورين على شبكات التواصل الاجتماعي ولديهم ملايين المتابعين أمثال سلمان العودة وعوض القرني علي العمري محمد موسى الشريف وغيرهم.
ويبدو أن المساجد خلال شهر رمضان المبارك لن تسلم من إجراءت العهد الجديد في المملكة الذي يديره محمد بن سلمان، فقد أُصدرت حزمة من القوانين التي تتطلب موافقة الكفيل لاعتكاف غير السعوديين، ضمن سياسة تقليص دور المساجد في إرشاد المجتمع.
وكانت السلطات قد أصدرت قوانين مثيرة عدة تضمنت توثيق وجمع معلومات عن المعتكفين أو المصلّين من الجنسيات العربية والإسلامية في مساجد الممكلة خلال شهر رمضان، واشترطت السلطات في المملكة على المعتكفين في المساجد من الجاليات المسلمة والعربية من غير السعوديين، خلال شهر رمضان، تقديم نسخ من بطاقاتهم الشخصية، وموافقة الكفيل.
وكان ابن سلمان قد هاجم في تصريحات سابقة مشروع “الصحوة الإسلامية”، واعتبر، في لقاءات صحافية خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، أن القيود الدينية في المملكة “ليست من الإسلام”.