على بعد أشهر من طرح أرامكو أسهمها للاكتتاب العام، تواجه بعض المشاريع التي تلتزمها الشركة في دول العالم تعثرات، ومن بينها مشروع “بناء مصفاة للبتروكيماويات” في الهند، لتعارضها مع رغبة المزارعين المحليين والقضاء على أرزاقهم.
تقرير: سناء إبراهيم
إلى الساحل الغربي للهند، وصلت المشاريع السعودية من بوابة “أرامكو” أكبر منتج للنفط في العالم، إذ عقدت الشركة اتفاقا أوليا لشراكة مع كونسورتيوم من شركات هندية لبناء مصفاة ومشروع للبتروكيماويات بقيمة 44 مليار دولار، غير أن هذا المشروع قد يصطدم بعقبات أبرزها رفض المزارعين الهنود ومعارضتهم لتسليم الأراضي هناك، خوفاً على محصولهم الزراعي في المنطقة التي تشتهر بالمانغو.
المشروع الضخم الذي تم الاتفاق عليه خلال منتدى دولي للطاقة في نيودلهي في إبريل الماضي، بدأ الترويج له على أنه تغيير كبير للجانبين، إذ يقدم للهند إمدادات مستقرة من الوقود ويلبي حاجة السعودية إلى تأمين مشترين منتظمين لنفطها، ولكن على الرغم من الفوائد الواضحة، فإن آفاق الخطة، التي يجري العمل عليها منذ 2015، تصبح باهتة على نحو متزايد.
آلاف المزارعين يعارضون المصفاة ويرفضون تسليم الأرض، خشية أنها قد تضر بمنطقة تشتهر بمانغو ألفونسو ومزارعها الواسعة من الكاجو وقرى للصيد تتباهى بصيد وفير من المأكولات البحرية، إذ قال أحد المزارعين هناك، “نكسب ما يكفي لتلبية احتياجاتنا ولا نريد تسليم أرضنا لمصفاة مهما كان الثمن”.
مسألة شراء الأراضي شكلت مثار جدل في الريف الهندي، حيث تعتمد غالبية السكان على الزراعة لتوفير قوت يومهم، إذ قال مسؤول محلي لوكالة “رويترز” إن معظم المزارعين من 14 قرية حول راتنجري، والتي ستكون هناك حاجة إلى نقلها بسبب مشروع المصفاة، يعارضون بقوة الخطة.
وزير الصناعة في ولاية ماهاراشترا، سوبهاش ديساي،أكد أن حكومة الولاية، المسؤولة عن شراء أرض المشروع، فشلت حتى الآن في شراء فدان واحد من الأرض من نحو 15 ألف فدان مطلوبة للمصفاة، مشيرا إلى أنه بموجب قواعد شراء الأراضي، فإن 70% على الأقل من ملاك الأرض يجب أن يقدموا موافقتهم على المشروع.
وفي وقت امتنعت أرامكو السعودية عن التعليق على رفض المزارعين بيع أراضيهم، ولم ترد وزارة الطاقة الهندية على استفسارات رويترز، فإن متابعين رجحوا تأخر بناء المصفاة، التي من المفترض أن تبدأ العمل في 2022.