في الوقت الذي تعلن فيه الرياض عبر كتابها أنها على استعداد للوقوف إلى جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة محور المقاومة، تخرج تصريحات إسرائيلية رسمية لتؤكد على وجود تعاون وتطور في العلاقات بين تل أبيب وعواصم إسلامية وراء الكواليس.
محمد البدري
“تسعى دولٌ إسلامية إلى تطوير العلاقات مع إسرائيل”، هذا ما كشفه وزير البيئة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، زئيف إلكين، مؤكداً أن “بعضها (الدول) يفعل ذلك علناً، والبعض الآخر وراء الكواليس”.
لم يستبعد إيلكين، في مقابلة مع صحيفة “إزفستيا” الروسية، أن تستدعي دول أخرى عدة سفراءها من تل أبيب بسبب عواقب قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس، “ربما بسحب بلد آخر أو اثنان السفراء”، لكن معظم الدول، بحسب إيلكين، “تهتم اليوم بتطوير العلاقات مع إسرائيل”.
يتقاطع كلام الوزير الإسرائيلي مع تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي أكد وجود تطورات إيجابية بشأن العلاقات مع الدول العربية، غير معروفة للرأي العام. فقد قال نتنياهو إنه يرحب بـ”مناقشة أبناء إسماعيل” قاصداً العرب، معتبراً أنه “موضوع مهم” بالنسبة إلى كيانه، ومشدداً على وجود “تطورات إيجابية، لا يعرف الجمهور عنها”.
تمضي خطوات التطبيع بين كل من أبو ظبي والمنامة والرياض مع الاحتلال حثيثاً في مساراتها وأبعادها المختلفة، في لحظة فارقة من عمر القضية الفلسطينية ووسط دعم غير محدود من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاحتلال تُوِّجت بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
وإذا كانت السعودية قد فتحت باب التطبيع على مصراعيه من الجانب السياسي والإعلامي ضمن سياسة الانفتاح الجديدة التي يعتمدها ولي عهدها محمد بن سلمان، فإن الإمارات والبحرين لاقا الرياض في نشاطها غير المسبوق.