شلم تُصرف رواتب الجيش السعودي منذ 5 أشهر، وسط ارتفاعٍ غير مسبوق في نسب البطالة والفقر. وفي مقابل ذلك، يبدد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأموال على أمورٍ جانبية، مهمشاً الضرورات المعيشية اليومية للمواطن السعودي.
محمد البدري
فيما وصلت نسبة البطالة في السعودية إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، وتجاوزت نسبة الفقر 20 في المئة، فإن الحكومة السعودية وعلى رأسها ولي العهد، محمد بن سلمان، ما زالت مستمرة في عملية الهدر وصرف الأموال الطائلة بعيدًا عن الضرورات الحياتية الملحة للمواطن السعودي.
فقد أعلن رئيس اتحاد كرة القدم السعودي، عادل عزت، عن انتهاء ملف القضايا الخارجية للأندية السعودية بشكل نهائي، مشيراً، في حديث تلفزيوني، إلى أن ابن سلمان “أصدر توجيهاته بحل القضايا العالقة كافة للأندية السعودية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وسداد جميع مديوناتها التي تجاوزت مليار ريال”.
وفور صدور القرارات، دشن ما يسمى بـ”الجش الالكتروني” التابع للديوان الملكي وسمًا على “تويتر” بعنوان: #محمد_بن_سلمان_ينقذ_الانديه بغرض توجيه الشكر والامتنان له، إلا أن القائمين عليه تفاجئوا بتحوله لوسم ناقد ومتذمر من قرارات ابن سلمان التي يهدر فيها أموالهم من دون رقيب أو حسيب، في وقت يعاني فيه الشعب أشد المعاناة من الفقر والبطالة، مؤكدين بأن جنود الجيش لم تصرف رواتبهم منذ ما يقارب 5 اشهر وأغلبهم غارق في الديون.
تكاد لا تذكر مسألة الفقر وتردي الواقع الاجتماعي في التقارير الرسمية، لكن المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، فيليب ألستون، كان قد تحدث خلال زيارته السعودية في أبريل / نبسان 2017 عن مستوى الفقر في بعض المناطق في المملكة، مشيراً إلى أنه التقى أناساً يعيشون في فقر مدقع، وأن هناك مناطق فقيرة جداً في كل من المدن الكبيرة والمناطق الريفية النائية في السعودية.
وذكر ألستون أنه زار مناطق في السعودية، وصادف ظروفاً معيشية “ستصيب المواطنين السعوديين بالصدمة”، حسب تعبيره.
وفي ظلٍ تغييبٍ مقصودٍ للإرقام الرسمية، فإن التقديرات والشواهد تشير إلى تفشي مشكلة الفقر والبطالة والتفاوت الطبقي والمناطقي خلال السنوات الأخيرة، حيث تصل النسبة إلى 25 في المئة. وتعاني محافظات مثل عسير وجازان ونجران من ارتفاع نسبة الفقر مقارنة بمحافظات أخرى، ما يشير إلى وجود فوارق كبيرة في التنمية بين المناطق في المملكة.