السعودية / نبأ – اعتبر رئيس المنظمة “الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان”، علي الدبيسي، أن السلطات السعودية اعتقلت مؤخراً النساء الناشطات لتغيِّب نتائج حراكهن الناجح الذي أظهر وجه الأسرة الحاكمة المتخلف.
وقال الدبيسي، في تدوينات نشرها على حسابه على “تويتر” نشرها موقع “خبير” الإلكتروني، إن “حراك المرأة الممتد لعقود أقوى وأصعب التحركات المطلبية التي واجهتها الأسرة الحاكمة السعودية، فلم تكن طريقة قمعه سهلة”.
وأضاف الدبيسي “كانت الحكومة تراعي بنسبة ما الأعراف، وحاضراً صار حراك المرأة تحت نظر الإعلام الدولي. إذن حجم وحيرة وقهر الأسرة الحاكمة أمام الناشطات كبير”، موضحاً “شمل الانتقام الذي قامت به السعودية أجيالا مختلفة: عائشة (70 سنة)، عزيزة 68، مديحة 63، إيمان 39، ولاء 30 تقريبا، لجين 28، ليؤكد وجود غضب تاريخي متراكم من نشاط المرأة أفصح عن نفسية حقودة لدى سلمان لم تتسامح مع الحراك الذي أظهر الوجه المتخلف للأسرة الحاكمة، منذ التسعينات” من القرن الماضي.
وتابع الدبيسي قوله: “التغييرات في حقوق المرأة في السعودية أكيدة، ولكن من الهزيمة للحكومة أن تترك للرأي المحلي التفسير أن السبب الرئيس للتغير هم الناشطات، فهذا انهزام فاضح لتخلفها، ولذا تغيب القياديات وترهب جيل الفتيات، لتتمكن من تمرير فكرة أن التغيير تم بإرادتها ورؤيتها فقط وفقط”.
ولفت الانتباه إلى أن “ما قامت به الحكومة مؤخراً من تغيير بعض الأعراف المتبعة كالاختلاط والترفيه، وسعيها إلى إقناع العالم إننا بلد تغير، جعل من مأزقها أمام الحراك النسائي الداخلي أكبر، إذ أن ذلك سيساعد الحراك النسائي وتوسع مساحة مطالبه، لذا الحكومة محتاجة لإيقاف النساء عند حدود الاتباع والصمت”.
ويضيف “بعد أسابيع ستقود المرأة السيارة في السعودية، وستكون أجواء الاحتفاء بنصر الناشطات عارمة، وأصابع الفضل ستتجه لهن لا للدولة القمعية، وحينها سيكون السؤال الأول الذي يلف أذهان النساء: ماذا بعد من حقوق لنطلبها؟”، قائلاً: “لذلك الحكومة أمام مأزق: بانهزامها أولاً وبالخطوة النسائية التالية ثانياً”.
وحول اعتقال السلطات المحامي إبراهيم المديميغ، قال الدبيسي: “تعترف (السلطات) بنفسها وعلى لسان إعلام الدولة، أن اعتقاله بسبب “الدفاع والترافع” عن الإصلاحيين والمدافعين عن الحقوق والمظلومين، وهي بذلك وقعت في سقطة وفضيحة تاريخية ولا عزاء للغباء”.
واعتبر الدبيسي أن “إبراهيم المديميغ محام ذو معدن نفيس، ولعله أنبل وأشجع المحامين في تاريخ البلاد، وقف بجسارة أمام المستبد، وترافع فيما يخشى المحامون الترافع فيه، لذا شكل نموذجاً شريفاً للمحامي، والدولة لا تحب الشرفاء، فوجب التخلص منه”.
وختم الدبيسي تدويناته بقوله: “تعرف الحكومة السعودية جيداً أنها لو اعتقلت هذه النساء (لجين عزيزة إيمان…) من دون أن تعتقل المديميغ، سيكون بلا شك و لا تردد أول من يتقدم ليدافع عنهن بروح أبوية ومهنية عالية رغماً عن حالته الصحية”، مؤكدا أن “أغلب القضايا السياسية تبحث عن محامين فلا تجد إلا المديميغ”.