لا يزال الفشل العسكري يرافق قوى تحالف العدان على اليمن. ففي الوقت الذي يصد فيه اليمنيون هجمات التحالف وحلفائه، فإن قوات الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” تخترق الدفاعات السعودية، برًا وجوًا، الى جانبِ إطلاقها الصواريخ البالستية التي وضعت المدن السعودية حبيسة صافرات إنذار.
محمد البدري
تعيش السعودية تحت هواجس الطائرات المُسيرَّة والصواريخ الباليستية اليمنية التي تشغل صافرات الإنذار في الرياض ونجران. وصلت السعودية إلى هذه الحال بعد ثلاث سنواتٍ من بدء عدوانها على اليمن.
وتواصل قوات الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” تحطيمها تحصينات قوى العدوان السعودي، والتي كان آخرها اختراق الدفاعات السعودية للمرة الثانية، بواسطة طائرات مُسيَّرة وقصف مطار أبها في قطاع عسير، الواقع في جنوب غربي المملكة.
وفيما تحاول الرياض التقليل من خطورة ودقة الاختراقات اليمنية، بطمسها للحقائق والخسائر، فإن معاركها في الداخل اليمني تأخذ تضخيماً إعلامياً من قبل قوى العدوان، من أجل التعتيم على الخسائر التي تتلقاها على الجبهات كافة، وهو ما أشار اليه قائد حركة “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي في كلمته المتلفزة، يوم الأحد 27 مايو / أيار 2018، باعتباره أن العدو “يسعى إلأى إعطاء كل خطوة أكبر من حجمها”، ودعا السيد الحوثي إلى مواجهة ذلك بالتحرك التعبوي والإعلامي.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تعليق الملاحة في مطار آبها بعد استهدافٍ يمني، ففي 18 أبريل / نيسان 2018 شنت طائرات من طراز “قاصف 1” المُسيَّرة غارات على المطار ما أدى إلى إغلاقه وتحويل الرحلات القادمة إليه إلى مطارات جيزان وجدة والرياض.
ومع تزايد وتيرة اطلاق الصواريخ البالستية، وفي ظل فشل منظومات الدفاع الجوي السعودية في اعتراض معظمها، ذهبت الأخيرة نحو إطلاق نظام صافرات الإنذار. وشهد تاريخ 10 مايو / أيار 2018 أول تجربة لصافرات الإنذار المستخدمة في أوقات الحروب والكوارث، في خطوة قالت الرياض إنها للتأكّد من جاهزية النظام لأي طارئ.
واستناداً إلى بيانات رسمية، فإن عدد الصواريخ التي زعمت السعودية سقوطها أو اعتراضها وتدميرها في سماء المملكة قد بلغ 40 صاروخاً منذ 26 مارس / آذار 2018.
وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي الكبير على الخسائر البشرية، فإن الرياض تعلن بين الحينة والأخرى مقتل عددٍ من جنودها، كان آخرها مقتل 6 جنود في الحد الجنوبي مع اليمن، بحسب تقارير لوكالة الأنباء السعودية “واس”، في حين تؤكد مصادر يمنية أن عدد قتلى الجنود السعوديين يفوق الأعداد المعلنة بأضعاف.