يوجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الإعلام نحو دعم نهج التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، والمطلوب إظهار الصورة الوردية والابتعاد عن أي نقد. كذلك، يجند ابن سلمان كتاباً ونشطاء لدعم سياسات التطبيع.
عاطف محمد
نشر موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإلكتروني تقريراً للكاتب آرون بوكسرمان، يقول فيه إن الصحافة الموالية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان تقدم صورة وردية عن العلاقات مع الكيان الاسرائيلي.
ويستند التقرير إلى عنوان ورد قبل فترة في الصحيفة السعودية “الشرق الأوسط”، وسأل فيه القراء: “هل تقفون مع إيران أو إسرائيل؟”، حيث يعتقد كاتب المقال عبد الرحمن الراشد، رئيس تحرير الصحيفة السابق، أن إعادة النظر في العلاقات مع الدولة اليهودية هي “الطريقة الأفضل للتقدم إلى الأمام”.
ويقول الكاتب الإسرائيلي إن “العلاقات بين إسرائيل والعائلات الملكية المحافظة في الخليج كانت من أسوأ الأسرار التي تم الحفاظ عليها، إلا أن الحكومات على جانبي البحر الأحمر بدأت في الأشهر الأخيرة بإصدار إشارات متزايدة عن التضامن، من خلال الحملات الدبلوماسية في مصر، إلى التغريدات التي تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
ينقل التقرير عن المراقب للشأن السعودي في “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، سايمون هندرسون، قوله إن المخاوف المشتركة من إيران، وبروز ابن سلمان ، والرغبة من النخبة في تجاوز الموضوع الفلسطيني، كلها عوامل أدت إلى عهد جديد في العلاقات، مستشهداً بكلام ابن سلمان في أبريل / نيسان 2018 لمجلة “ذا اتلانتيك”، والذي أكد فيه حق اسرائيل بإقامة وطن على أرض فلسطين.
ينوه هندرسون إلى أن “السعودية لديها مشهد إعلامي معقد، تسيطر فيه الحكومة على ما يكتب فيه، فموقع عرب نيوز مثلا تعكس حملة العلاقات العامة لمحمد بن سلمان، التي تعكس الإيجابيات طوال الوقت، ومع ذلك لا توجد أخبار سلبية عن الكيان الاسرائيلي”، ويضيف هندرسون أن ابن سلمان “يريد من الإعلام غزل الأخبار، وتقديم العلاقة مع الكيان الإسرائيلي على أنها إيجابية”.
ويبين “تايمز أوف إسرائيل” أن هناك عدداً متزايداً من المثقفين السعوديين، وكثير منهم داعم متحمس لابن سلمان، بدأوا بالمطالبة العلنية للتطبيع معالكيان الاسرائيلي، حيث ينشر الكثيرون مقالاتهم الداعية للتطبيع كما وتجند السلطات كتاباً ونشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي لدعم سياسات التطبيع واستعداء إيران وجماعة “الإخوان المسلمين” بناء على توجيهات من ابن سلمان.