قالت صحيفة “واشنطن بوست”، في افتتاحيتها يوم الثلاثاء 29 مايو / أيار 2018، إن أزمة اليمن قد تصبح أسوأ بكثير، مشيرة إلى أن هناك في اليمن 8 ملايين شخص يعيشون على شفير المجاعة، ويواجهون أسوأ انتشار لوباء الكوليرا في التاريخ.
وأشارت الافتتاحية إلى أن أهم مرفأ في البلد، الحُديدة، أصبح هدفاً لهجوم جديد من “قوات يمنية بدعم إماراتي وسعودي بمحاولة احتلال الحديدة، وهي مدينة يقطنها 700 ألف نسمة، وهي النقطة التي تدخل منها 70 في المئة من شحنات المساعدات وتبقي ملايين المدنيين أحياء”.
وتقول الصحيفة “يجب على أميركا، التي تمد التحالف السعودي الإماراتي بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، أن تستخدم نفوذها لإيقاف هذه العملية المتهورة”.
وتلفت الافتتاحية الانتباه إلى أن “السعوديين وحلفاءهم قاموا بالتدخل في اليمن قبل ثلاث سنوات بهدف الإطاحة بالحوثيين (أنصار الله)”، مضيفة “تحول الصراع خلال فترة قصيرة إلى حرب بالوكالة مع إيران، التي تتهم بإمداد الحوثيين بالصواريخ التي أطلقوا بعضها على المدن السعودية”.
وتفيد الصحيفة بأن “هذه الحملة أصبحت مستنقعاً للسعوديين وحلفائهم، الذين قتلوا الآلاف في غاراتهم الجوية، لكن فشلوا في استعادة معظم المناطق في البلد، وفي الوقت ذاته انهار نظام الرعاية الصحية تقريبا، وكذلك الإمدادات الغذائية، ما جعل ملايين اليمنيين يعتمدون على المساعدات الدولية”.
وبحسب الافتتاحية، فإن “السعوديين وبعض المدافعين عنهم في واشنطن يحتجون بأن أخذ ميناء الحديدة من الحوثيين سيحسن من إيصال شحنات المساعدة، وسيتوقف تهريب الصواريخ الإيرانية، إلا أن جمعيات الإغاثة ترى الأمر بشكل مختلف، حيث تقول بأن الهجوم سيواجه مقاومة قوية، وحتى لو نجح فإن الأمر سيأخذ أسابيع وأشهراً”، مشيرة إلى أن “أي قطع متواصل لوصول السفن إلى الحُديدة قد يدخل البلد في مجاعة، ويجعل من المستحيل تقريباً مكافحة الكوليرا، التي أصابت أكثر من مليون شخص إلى الآن”.
وترى الصحيفة أن “التصعيد العسكري يظهر حماقة بالذات لأنه يأتي في وقت يتحسن فيه احتمال التوصل إلى تسوية سلمية، ومن المفترض أن يقدم مبعوث الأمم المتحدة مارتين غريفيثس، خطة لمفاوضات السلام لمجلس الأمن الشهر المقبل، وما شجع المسؤولين هو استعداد القياديين الحوثيين للتفاوض، حيث قدموا خططاً لوقف القتال لكل محافظة، بما في ذلك وقف إطلاق الصواريخ”.
وتستدرك الافتتاحية، التي نشرها بالعربية موقع “عربي 21” الإلكتروني، بالقول إن “المشكلة تكمن لدى السعوديين والإماراتيين، الذين يبدون مهتمين في السيطرة على الموانئ اليمنية أكثر من إنهاء الحرب”.
وتقول الصحيفة “هنا يجب أن يأتي الدور الأميركي، كل من إدارة أوباما وترامب قدمتا دعما محدوداً للتحالف الذي تقوده السعودية، وفي الوقت ذاته حاولتا كبح القصف المتهور ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعندما فرض السعوديون حصاراً خانقاً على الحُديدة العام الماضي أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بياناً دعا فيه السعودية للسماح مباشرة بدخول المواد الغذائية والوقود والماء والأدوية لتصل الشعب اليمني، الذي يحتاجها بشدة، فتم تعليق الحصار مباشرة”.
وتختم “واشنطن بوست” افتتاحيتها بالقول: “الآن، وكحملة تصعيدية ضد إيران، تعد الإدارة بالمزيد من الدعم للسعودية والإمارات، فبالرغم من المعارضة الشديدة من الكونغرس، فهي تسعى إلى بيع ما قيمته ملياري دولار من الذخائر للحليفين، ويجب أن تصر بدلاً من ذلك على أن تحمل السعودية مفاوضات السلام محمل الجد، وأن يوقف الإماراتيون زحفهم نحو الحُديدة”.