نبأ.نت_تقرير : جميل السلمان
يواصل حكام الرياض من آل سعود بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان سياساتهم المتهورة والخاسرة على معظم الجبهات في المنطقة، ففي الوقت الذي يستمر غرقهم في اليمن دون تحقيق أية أهداف أو مكاسب على الارض وفي السياسة، ها هي الرياض التي تحطم مشروعها التآمري على سوريا، تعمد الى محاولة التعويض عن ذلك بالتواصل مع فصائل كردية شمال شرق سوريا برعاية أميركية لتحقيق أهداف متعددة .
فقد كشفت وكالة الأناضول التركية أن ثلاثة مستشارين عسكريين سعوديين التقوا الجمعة الماضية مسؤولين في حزبي الاتحاد الديمقراطي الكردستاني والعمال الكردستاني في القاعدة الأميركية بـ “خراب عشق” جنوبي مدينة عين العرب (كوباني) شمال شرقي سوريا.
وقالت الوكالة التركية “إن الهدف من الزيارة تأسيس وحدات عربية في المنطقة نواتها فصيل الصناديد أحد الفصائل المنضوية تحت ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية”.
وأكدت أيضا حصول كل منتسب لهذه الوحدات على مئتي دولار شهريا، مضيفة أنه سيتم إنشاء نقاط ارتباط في الحسكة والقامشلي لاستقبال وتسيير أمور المنتسبين. ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن السعودية أرسلت مساعدات في أبريل/نيسان الماضي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في سوريا.
ويأتي هذا التدخل السعودي الجديد في الشأن السوري بعد المطالبات الاميركية مؤخرا لدول الخليج وعلى رأسها السعودية بإرسال قوات الى سوريا ودفع مزيد من الاموال لبقاء القوات الاميركية في هذا البلد. ويرى مراقبون أن هذا الاجتماع لضباط سعوديين مع قوى كردية في سوريا يظهر عددا من المؤشرات منها:
أولا : العجز السعودي عن إرسال قوات خليجية بشكل مباشر الى سوريا، حيث أن السعودية غارقة في مستنقع اليمن منذ اكثر من ثلاث سنوات، وهي تستورد مرتزقة وتزج بهم في ميادين القتال هناك بسبب النقص البشري في قواتها . وبالتالي هي لا تستطيع إرسال قوات الى سوريا، وعمدت الى الاستعاضة عن ذلك بمحاولة استمالة الاكراد وبعض العشائر العربية في شمال شرق سوريا، من خلال دفع الاموال وتحضيرهم للمواجهة مع الجيش السوري عندما يحين أوان فتح جبهة شرق الفرات .
ثانيا : تريد الرياض _بحسب المراقبين _من خلال بناء علاقة مع القوى الكردية في سوريا توجيه رسالة تحد لتركيا التي تعتبر الفصائل الكردية مجموعات ارهابية وتقوم بقتالها على اكثر من جبهة في شمال وشرق سوريا، وذلك للرد على سياسة أنقرة التي باتت لاعبا جديدا على الساحة الخليجية من خلال دعمها لقطر في وجه الحصارالذي فرضته عليها الرياض منذ الازمة الخليجية الشهيرة قبل سنة .
ثالثا : تريد السعودية من خلال حضورها الجديد في جبهة (شمال-شرق سوريا) محاولة التعويض عن خسائرها الاستراتيجية التي منيت بها الفصائل الارهابية المدعومة من قبلها في دمشق والغوطة الشرقية التي طهرها الجيش السوري من الارهابيين بالكامل مؤخرا.