السعودية / نبأ – ضمن سياسة التمييز الطائفي التي يتبعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد الطائفة الشيعية، أصدر أمير منطقة نجران جلوي بن عبد العزيز قراراً يقضي بإغلاق مساجد للشيعة الإسماعيلية تدريجاً في مدينة نجران والمحافظات التابعة لها، بذريعة أنها غير نظامية، ولا تخدم المصلحة العامة في البلاد.
وذكر موقع “مرآة الجزيرة” الإلكتروني أن مستشار أمير نجران محمد فهد السبيعي وجه خطابات رسمية إلى عدد من مشايخ وأئمة المساجد الوهابيين في نجران يطالبهم بالمشاركة في دراسة متطلبات إغلاق مساجد الشيعة.
وبحسب وثيقة نشرتها “مرآة الجزيرة”، دعا مستشار أمير نجران مشايخ الوهابية في نجران إلى “التقيد بالسرية التامة والتنسيق معه لتنفيذ توجيهات الأمير جلوي بهذا الخصوص”. وقال مصدر للموقع نفسه إن “ممارسات إمارة نجران لا تقف عند حدود التضييق على الشعية الاسماعيلية بل تتعدى إلى شيطنة الطائفة ودعم الخلايا والجماعات الوهابية في شرورة والمشعلية (محافظات تابعة لمنطقة نجران)، بما في ذلك دعم دور العبادة والجمعيات الوهابية التي تُعد بمثابة المصنع للفكر الإرهابي المتطرف وأوكار لانطلاقة التنظيمات الإرهابية في المنطقة”.
ويضيف المصدر “إن المدارس الوهابية التي تدعمها وتغذّيها إمارة نجران في السعودية ترسل جماعات متطرفة ومتشددة مذهبياً إلى اليمن لنشر الفكر الوهابي التكفيري بهدف بث الفتنة وإشعال حرب أهلية”.
ويتعرض الشيعة في نجران وغالبيتهم من الطائفة الإسماعيلية منذ أعوام عدة لحملة مكثفة من التضييق والتمييز، بحسب ما أكدت تقارير حقوقية صادرة عن منظمات دولية. ومنذ ثلاث سنوات، اتخذت إمارة نجران إجراءات صارمة لقمع الحرية الدينية للشيعة وفرض قيود على أنشطة دور العبادة الشيعية المعروفة بنشاطاتها السلمية والمقتصرة على إقامة العبادات وإحياء المناسبات الدينية الخاصة بالطائفة.
ويتهم أبناء المذهب الإسماعيلي في نجران وزارة الداخلية بتغذية الفتنة الطائفية، اثر استمرارها في إعطاء الأوامر القاضية بإغلاق وهدم مساجد الشيعة في المدينة على وجه الخصوص وفي مختلف المناطق ذات الغالبية الشيعية كالقطيف والأحساء، كما يطالبون السلطات السعودية بالاعتراف بالمذهب الإسماعيلي كأحد المذاهب الإسلامية في البلاد والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية إسوةً بالمذاهب الأخرى.
ونقلت “مرآة الجزيرة” عن أحد وجهاء الطائفة، بعد اطلاعه على الوثيقة، قوله: “نحن مستهدفون منذ احتل آل سعود مناطق الجزيرة العربية، فادعاءات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتقبّل الطوائف الأخرى والأيدولوجيات المغايرة في المحافل الدولية، لا تشمل أبناء الطائفة الشيعية في السعودية، فمزاعمه حول الإنفتاح يترجمها في دعم اليهود لبناء ما يسمى دولة قومية على أراضي فلسطين المحتلة، في حين نعاني نحن المسلمين أبناء الطائفة الشيعية داخل السعودية من التهميش والتخوين والمضايقات المستمرة”.
ويشكو الشيعة في نجران أيضاً من استقطاع أراضيهم لمنحها للمجنّسين الجدد بهدف تغيير التركيبة السكانية للمنطقة التي تتشكل من غالبية شيعية، بحسب ما أكد المصدر نفسه. تجدر الإشارة إلى أن عدداً من مساجد الشيعة في نجران تعرض للإغلاق والهدم في فترات سابقة بينها مسجد فاطمة الزهراء(ع) بذرائع مختلفة كعدم وجود تراخيص بالبناء، في حين ترفض البلديات في السعودية منح الشيعة تراخيص لبناء المساجد والحسينيات.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.