مقالات مختارة – موقع حسينية مياس بالقطيف – فيسبوك
مياس و الدبابية من الأحياء التراثية التاريخية التي لا تزال قائمة في مدينة القطيف، و لا يزالان يحتفظان بالكثير من المباني و الأثار التي كانت و لا تزال تشكل شاهداً حياً على البعد التاريخي للمنطقة.
في هذا التقرير يقوم الزميلان الدكتور أحمد آل بزرون و فايز الضامن بتسليط الضوء على تاريخ المساجد في مياس و الدبابية و يستعرضان بعض الصور و الوثائق كشاهد يوثق تاريخها.
فايز الضامن مهتم بتتبع تاريخ و تراث مياس و هو الحي الذي ولد و ترعرع فيه، كان له نصيب في الإطلاع على وثيقة تاريخية نادرة عمرها قرابة ٢٥٠ سنة والتي تؤرخ لأوقاف تتبع لمساجد المنطقة، حيث شاهدها عند أحد رجالات مدينة سيهات.
يقول الضامن: بعد أن اطلعت على الوثيقة، احتفظت بصورة منها و قمت بعرضها على الدكتور أحمد لأنه هو الآخر مهتم بالأمر و كذلك عنده مهارة في قراءة الخطوط القديمة لمثل هذه المخطوطات. و بعد الوقوف على تفاصيل الوثيقة قمنا بجولة ميدانية وثقنا فيها صوراً لهذه المساجد.
يقول الدكتور آل بزرون: هذه الوثيقة التي كتبت بأمر من (الزاير علي) في عام ١١٩٢ هجرية و الذي أوقف سهماً من نخل (عانة البدعة) في مياس ليكون ذلك السهم وقفاً على مسجدين أحدهما في الدبابية و الآخر في مياس. و يضيف الدكتور آل بزرون أن الوثيقة ذكرت في تفاصيلها و توصيفاتها ٣ مساجد منها اثنين في مياس و الثالث في الدبابية إلا أن الواقف خصص سهم النخل وقفاً على مسجدين منها و اللذان لا يزالان قائمان و لكن ربما يعرفان بأسماء أخرى جديدة.
مسجد المزار بالدبابية المذكور في الوثيقة و الذي لا يزال قائماً و معروفاً بهذا الاسم، و البعض يسميه بإسم مسجد الشيخ محمد حسن، نسبة للمرحوم الشيخ محمد حسن بن الشيخ منصور المرهون رحمهما الله و الذي كان يؤم الجماعة فيه لسنوات عديدة قبل وفاته رحمه الله.
و في مياس ٤ مساجد في الوقت الحالي: مسجد علوي، مسجد ابن يوشع، مسجد أم البنين، و مسجد الإمام زين العابدين عليه السلام. و قد أشارت الوثيقة لإثنين منها ثم عينت المسجد الغربي منها و خصته بسهم من الوقف المذكور.
و أما (المسجد الغربي من مسجدي مياس المعروف يومئذٍ بمسجد السده) كما نصت الوثيقة، فهو أحد المسجدين القائمين في سوق مياس حالياً في الجهة الغربية من الحي و هما مسجد أم البنين و مسجد الإمام زين العابدين عليه السلام، حيث أعيد بناؤهما و عرفا بأسماء جديدة.
مسجد أم البنين عليها السلام و سابقاً كان يعرف بإسم (مسجد العانة) و (مسجد الدالية) و قد أعيد بناؤه و لا يزال قائماً. و سمي بمسجد العانة نسبة لعانة البدعة و هي المنطقة المذكورة في الوثيقة و عانة تعني باللهجة المحلية مجرى الماء أو مكان تجمع سواقي الماء التي تسقي النخيل.
مسجد الإمام زين العابدين عليه السلام في مياس و يعرفه البعض بمسجد الشيخ مدن نسبة لإمام الجماعة سماحة الشيخ مدن آل فتيل حفظه الله، و هو المسجد المعروف في سوق مياس و كان يعرف سابقاً بالمسجد البراني، و قد أعيد بناؤه مرات عديدة.
و قد حصلنا على صورة للبناء القديم للمسجد قبل ما يقارب ٥٠ عام من المصور محمد عبدالرسول الغريافي (أبو حسن) و الذي التقط هذه الصورة لسوق الخميس من فوق منزله في أحد أيام الخميس سنة ١٣٨٧ هجرية (1968) و يظهر فيها المسجد و بجواره بناية آل عاشور و التي لا تزال قائمة ليومنا هذا بنفس البناء. كما تظهر الصورة ازدحام سوق الخميس في مكانه الأصلي القديم في مياس قبل أن ينتقل لمقره الجديد المعروف حالياً بسوق الخميس، فيما أصبح السوق القديم يعرف بسوق مياس. و بعد هذا البناء الموجود في الصورة تمت إعادة البناء مرتين و عرف حديثاً بمسجد الإمام زين العابدين عليه السلام.
و هذا المسجد يشهد في ليالي القدر سنوياً أكبر تجمع من نوعه في المنطقة لإحياء أعمال ليلة القدر حيث يزدحم الآلاف لإحياء ليلة القدر ليمتلىء الطريق الممتد من حي المدارس إلى قرب مغتسل الدبابية.
و عن تفاصيل الوثيقة فإنها ذكرت اسم واقف سهم النخل حيث كُتب فيها (الرجل الأكرم الزاير علي بن عبدالله بن معمار) و هو جد أسرة الزاير الكرام من أهالي القطيف. و قد قام بتحرير الوثيقة شخص كتب في ذيل الوثيقة ( و جرى باليوم الرابع من شهر ربيع الثاني سنة ١١٩٢ الثانية و التسعين بعد الماية و الألف حرره الأقل نور الدين بن محمد علي).