مجدّداً هو العيدُ يطلّ على المسلمين والحالُ مثل الحال، ولسان الحال هو ذاته:
عيدٌ بأية حال عدت يا عيدُ..
المسلمون الذي يرفعون أكفّ الدّعاء إلى الله في الأماكن المقدّسة؛ يلسمون حولهم الهموم الكبرى التي تقضّ مضجع المسلمين في كلّ مكان.
همومٌ تبدأ من استمرار الظلم والاستبداد في البلدان العربيّة التي استطاعت خذلان شعوبها في كلّ فصول الرّبيع التي انطلقت قبل أكثر من ثلاثة أعوام.. ولا تنتهي الهموم مع موجة التكفير الكبرى التي تجلّت في أعنف أشكال القتل العلني على أيدي الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.
يدعو المسلمون في المشاعر المقدّسة ربَّ العزّة أن يحلّ الأمن والسّلام على هذه المنكوبةِ منذ زمن بعيد، دعاءٌ معجون بالحسرةِ والألم، ولكن مع نفحةٍ من الأمل والاطمئنان بأنّ الله تعالى الذي أنزلَ نصره على أنبيائه، وفجّر الماء من زمزم.. هو القادرُ على نجدة الأمّة من محنتها وإخراجها من آلامها، ولكن سيرة الحج تقول بأنّ ذلك يحتاج إلى سعيّ وجهد ورميّ للجمار وبراءة من الظلمة والمستكبرين..
وكلّ عام وأنتم بخير