الولايات المتحدة / مواقع / نبأ – بيّنت مجلة “ذا أتلانتك” الأميركية أوجه الإختلاف بين الأيديولوجيات التي انتهجها النظام السعودي لسنوات طويلة وبين تلك التي يحملها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بما يخص المفاهيم والتوجهات الدينية مشيرةً أن الإصلاحات التي تحدث عنها ابن سلمان “لم تكن سوى مجرد خدعة”.
وأوضحت المجلة، في مقال للكاتب كيم غطاس نشره بالعربية موقع “مرة الجزيرة” الإلكتروني، أنه “في وقت سابق كان النظام السعودي حاسماً في إقصاء كل من يتعرّض للدين إذ يُعتبر أي شخص مرتد أو كافر في حال قرر الخروج عن الأعراف والموروثات الدينية، أما الآن فبات لدى ولي العهد توجهات مغايرة ويحاول الحد من تأثير الدين”.
وتطرق غطاس إلى قضية اعتقال الناشطين السعوديين قبل أسابيع، وقالت إنه “جرى الإفراج عن بعض الناشطات كبار السن اللواتي اعتقلن بالتزامن مع رفع الحظر طويل الأمد عن قيادة النساء للسيارة، إلا أنه وبالرغم من ذلك لم يذكرن أي تفاصيل عن أولئك المتحجزين حتى الآن”.
ولفت الانتباه إلى أن “تحليلات واشنطن لحملة القمع في السعودية التي قادها ابن سلمان تقوم على ثلاث احتمالات: “الأولى أنها كشفت أن الإصلاحات التي أعلن عنها ولي العهد لم تكن أكثر من مجرد خدعة، والثانية أنه كان مدفوعاً بخوفه من أن النساء الناشطات سيدعين الفضل بإنهاء حظر القيادة ما يمهد إلى المزيد من النشاط في نظام ملكي مطلق تمنح فيه الحقوق من طرف الملك والأمراء ولا يناضل من أجلها الشعب، والثالثة أن الاعتقالات كفيلة بتهدئة رجال الدين المتشددين والمحافظين كما تصفهم الصحيفة من توسيع الحريات الاجتماعية”.
وبحسب غطاس، فإن “الإعتقالات حققت خدمة كبيرة لولي العهد السعودي الذي يبدو عازماً على غرس نزعة جديدة في الشعب في اتجاه القومية، وليس الإيديولوجيا الدينية”، مضيفا “الحرب في اليمن والمواجهة مع قطر ساهمت في تورم الفخر الوطني”. وأكد الكاتب أن “إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير مهتمة البتة بحقوق الإنسان، ولا حتى الأوروبيين المنغمسين في تقييم تداعيات خروج الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي وفرض عقوبات إضافية على طهران مهتمين لذلك، فالدول الأوروبية وبالتحديد فرنسا وبريطانيا لا ترى في السعودية أكثر من وسيلة لتأمين فرص عمل جديدة”.