السعودية / مواقع / نبأ – أكد موقع “جيوبوليتيكال فيوتشرز” أن تسلسل الأحداث الأخيرة في السعودية ومنها التعديل الوزاري يُعد دليلاً آخر على محاولة ولي العهد محمد بن سلمان كسب ولاء البيروقراطية السعودية.
وأشار الكاتب في الموقع جايكوب ل. شابيرو، في مقال، إلى أن “أولى اللقطات في الحملة موجهة إلى العسكريين ورجال الأعمال الذين يشكلون معارضة محتملة للنظام”، وأضاف أن ابن سلمان “يتوجه اليوم إلى بعض الوزارات المسؤولة عن تنفيذ الإصلاحات التي تتعلق بها حياته ومستقبل البلاد”.
ورأى أن موقف ابن سلمان “لا يزال غير مستقر للغاية، ولكن كل خطوة يتخذها تسمح له بتعزيز سلطته أكثر من ذلك”.
وبحسب شابيرو، فـ”على الرغم من محاولات الرياض لعزل قطر اقتصادياً ومالياً، فإن خطة العزل جاءت بنتائج عكسية”، إذ “لم تتوقف الولايات المتحدة عن استخدام قطر كمقرها الأمامي للقيادة المركزية الأمريكية، وقد بات اقتصاد قطر أقوى بعد أن امتصت الصدمة الأولية، وتعمقت علاقتها مع تركيا، حتى أن الدوحة قد وافقت في مارس/آذار (2018) على السماح لتركيا بإنشاء قاعدة بحرية في البلاد”.
وأضاف التقرير “قطر لم تتوقف عن التعامل مع إيران على أساس براغماتي، واستعادت العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع طهران بعد شهرين من محاولة السعودية الفاشلة لتركيعها”، مضيفا “في الواقع، أظهرت الاستراتيجية السعودية ضعف السعودية بشكل أساسي، وليس قوتها”.
ويلفت الكاتب الانتباه إلى أنه “إذا حصلت قطر على نظام “أس 400″ الروسي، فإن ذلك سيساعد على إلغاء الميزة العسكرية الحقيقية الوحيدة للسعودية على جيرانها، وهي قوتها الجوية الهائلة، التي تم بناؤها خلال أعوام من الاستحواذ على المعدات العسكرية الأميركية”.
وعرّج الكاتب على خوف الرياض من دور روسيا في سوريا، وما تبع التدخل من اضمحلال لدورها هناك وفشل مخططاتها، مشيرا إلى أن “السعودية تلعب لعبة خطرة هنا، وهي لعبة قد لا تكون قادرة على الفوز بها. فمن ناحية، لا يمكن للرياض أن تبدو أضعف بكثير مما هي عليه بالفعل في ما يتعلق بقطر، لذلك لا يوجد سوى القليل مما يمكن خسارته من هذا التهديد”.
ويوضح “تنفيذ التهديد نفسه سيكون خطراً، لأن الرياض قد تجد نفسها لا تثير التوترات مع إيران فحسب، بل قد تجبر تركيا، التي تمتلك بالفعل قاعدة عسكرية في قطر، بالإضافة إلى القاعدة البحرية التي تم الاتفاق عليها، على معارضة التحركات السعودية بشكل مباشر”.
ويستنتج الكاتب وجود تحديات وشيكة تواجه السعودية، ويقول: “هي وجهة نظر لا تبعث على السرور”.
(المصدر: “مرآة الجزيرة”)