أخبار عاجلة
الرئيسان الأميركي دونالد ترامب، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أننجيلا ميركل (سي أن أن)

أوروبا وأميركا: التباعد يتزايد

تتجه أوروبا إلى تحسين العلاقة مع إيران وروسيا والصين بهدف مواجهة الولايات المتحدة الأميركية، بعد خلافات عززتها مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحابات المتتالية من اتفاقات دولية عديدة، وفرض رسوم جمركية على الدول الأوروبية.

تقرير: هبة العبدالله

يتبادل الطرفان الأميركي والأوروبي تصريحات حادة مؤخراً تعكس عمق الخلافات التي تباعد بينهما. وتحت عنوان العلاقة مع إيران هزت التحالف التاريخي موجات قد لا تكون عابرة في العلاقة المقبلة بينهما.

فقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران ومن معاهدة باريس للمناخ، وقراره فرض رسوم جمركية أميركية على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية، صعدت جميعها من حدة الخلاف بين الدول الأوروبية وواشنطن.

وحذَر رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، من أن موقف الرئيس الأميركي بشأن التجارة وتغير المناخ والقضية الإيرانية يشكل خطراً حقيقيًّا.

وبدوره، ثقال الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ينس ستولنبرغ إنه يبذل جهوداً حثيثة لمنع الخلاف المتصاعد بين أوروبا والولايات المتحدة من أن يمتد إلى الحلف، مؤكدا أنه يتحدث عن خلافات جدية بين الدول الأعضاء.

لكن، وبرغم تصريح ستولنبرغ، فقد كان الخلاف بين الولايات المتحدة وحليفها الأوروبي القديم مهيمناً على أجواء الدول السبع قبل 5 أسابيع فقط من موعد عقد قمة للدول الأعضاء في مقر الحلف في بروكسل، خلال يوليو / تموز 2018.

ويعتبر
الخلاف الذي ظهر في اجتماع ترامب مع قادة الدول الصناعية السبع الكبرى في كندا بادرة خطيرة لتداعي العلاقات الأميركية الأوروبية إلى منحى سلبي، بما يهدد توحد دول الحلف لتحقيق مهماته وأولها الاتفاق السياسي على التعامل مع أزمات المنطقة، والتي ولدت العلاقات مع روسيا شرخاً كبيراً فيه بين الجانبين الأميركي والأوروبي.

وترى سائل إعلام ألمانية أن أوروبا لن تتمكن بمفردها من مواجهة الولايات المتحدة، لذلك فإن الاتحاد مع روسيا يعتبر ضماناً للتعايش السلمي بين الدول الأوروبية.

ووفقًا لمراقبين أوروبيين، فإنه لا ينبغي توقع حصول تغييرات إيجابية في العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة، إذ أن تقديم بروكسل لأي تنازلات لواشنطن الآن سيزيد من تدهور العلاقات.

ويرى خبراء في العلاقات الأميركية الأوروبية أن المخرج الوحيد هو اتحاد أوروبا مع الدول المشاركة في الصفقة النووية الإيرانية، بما في ذلك مع روسيا والصين، مما سيساعد على جذب دول أميركا الجنوبية وآسيا، لمواجهة سياسات الولايات المتحدة، التي باتت تتعارض مع حلفائها وخصومها.