رأت الناشطة المعارٍضة السعودية مضاوي الرشيد أن ما فعلته مجلة “فوغ” عبر الترويج لقيادة المرأة عبر أميرة سعودية، هو سلب لحقوق الناشطات وسطو على نضالهن المتواصل.
تقرير: سناء ابراهيم
على بعد أيام من بدء تطبيق قرار السماح للمرأة بالقيادة يوم 24 يونيو / حزيران 2018، بدأت وسائل إعلامية الترويج للسعودية بنشر صور لأول مجموعة من النساء وهن يستلمن رخص القيادة من المسؤولين، ولكن يبدو أن النظام السعودي يعطي حقوقاً بيد ويصادر حريات النساء باليد الأخرى، مع حملة الاعتقالات التي طالت عدد من الناشطات الحقوقيات اللواتي طالما طالبن منذ عام 1990 برفع الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات.
وتحت عنوان “أميرة فوغ تختطف نضال النساء السعوديات”، كتبت الباحثة والناشطة السعودية المعارٍضة مضاوي الرشيد مقالة في موقع “ميدل ايست آي”، حول الاعتقالات التي طالت الناشطات المدافعات عن حقوق النساء، أشارت فيها إلى أن مجلة “ڤوغ أرابيا” “التقطت بعناية فائقة صوراً للأميرة هيفاء بنت عبد الله وهي جالسة في مقعد القيادة داخل سيارة باهظة الثمن، ترتدي البياض من الثياب وخلفها في الصورة مشهد كثبان الرمال، وذلك بهدف الترويج لقرب حلول ذلك اليوم العظيم الذي ستبدأ فيه النساء قيادة السيارات”.
ووصفت الرشيد المشهد بأنه “يشبه صبّ الملح في الجرح، ولكن ما فعلته المجلة لا يستغرب، حيث تأتي الصورة ضمن المنعطف الجديد الذي تسلكه السعودية، وبفضل مثل هذه الدعاية السطحية يجري في العادة كنس حقهن الأساسي في العيش كمواطنات متساويات تحت البساط”.
اعتبرت الرشيد أن “حقيقة ما فعلته المجلة ومعها الأميرات السعوديات هو أنهن سَطَوْن في واقع الأمر على نضالات النساء لصالح الدعاية القديمة المتجددة حول “تقدمية” العائلة الملكية الحاكمة”.
وخلصت الرشيد إلى القول إن نضال النساء السعوديات العاديات سيستمر، ولربما لن تردعهن أميرة “ڤوغ أرابيا” عن الاستمرار في خوض معركتهن الطويلة، والتي سيحرزن النصر فيها بكل تأكيد.
ويُحظر على الناشطات في السعودية التحدث إلى وسائل الإعلام حتى لا يزعمن بأنهن كان لهن دور في رفع الحظر عن قيادة السيارات، حيث يواجه الصحافيون صعوبة فائقة في إيجاد امرأة يجرون معها مقابلة باستثناء تلك النسوة ممن خصصتهن الحكومة لتلك المهمة وكلفن بكيل المديح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، علماً بأن أي إشارة إلى العمل الذي قامت به الحركة النسوية يمكن أن ينجم عنه توجيه تهم التخابر مع كيانات أجنبية ثم الاعتقال.