مرّ عام على تنصيب محمد بن سلمان نفسه ولياً للعهد في السعودية. يمكن اختصار هذا العام بعام القمع وحرب الإخوة والتطبيع مع الاحتلال.
تقرير: ولاء محمد
على بعد أيام من الذكرى الاولي لانقلاب محمد بن سلمان على ابن عمه محمد بن نايف وتنصيب نفسه ولياً للعهد في السعودية، بدأ الاعلام السعودي حملة ترويجية لابن سلمان وما سماها بانجازاته لمملكة ما بعد النفط.
في 21 يونيو / حزيران 2017، أصدر الملك سلمان مجموعة أوامر ملكية أطاحت بولي العهد حينها محمد بن نايف ونصبّ فيها ابنه محمد ولياً للعهد، وسط غموض ما زال يحيط بمصير ابن نايف الذي يقال إنه وضع قيد الإقامة الجبرية.
كان هذا القرار مفصلياً وهو شكل نهاية مرحلة وبداية أخرى ليس في السعودية فحسب، بل في المنطقة برمتها. تمكن ابن سلمان من تثبيت نفسه في معادلة الحكم السعودي، حيث قام بإزاحة كل منافسيه، واضعاً بعضهم قيد الإقامة الجبرية والبعض في معتقل “ريتز كارلتون” في الرياض بعد اتهامهم بالفساد.
واصل ابن سلمان سياسة أسلافه في قمع كل الأصوات المنتقدة، وارتفعت في عهده أعداد المعتقلين والمعتقلات، كما لم تستثن حملات الاعتقالات حتى بعض من كانوا يوماً من المطبلين له.
وبرغم أنه استطاع السيطرة على مفاصل الاقتصاد من خلال استحواذه على مجمل المناصب العليا من رئاسة شركة “أرامكو” و”هيئة المدن الاقتصادية” وغيرها، إلا أن المشاكل الاقتصادية لم تحل، بل على العكس تفاقمت جراء سياساته.
أما في خارج السعودية، فقد فشل ابن سلمان في حسم المعركة لمصلحته في اليمن، كذلك لم يفلح في تطويع قطر عبر محاولة فرض مقاطعة خليجية عربية عليها.
وعلى صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي، شهد العام الأول من حكم ابن سلمان تسليماً كاملاً لواشنطن ومؤامرة كبيرة على القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى “صفقة القرن”، والتطبيع مع الاحتلال الذي خرج إلى العلن.