يبدو أن الموقف المغربي من الأزمة الخليجية لم تنسه بعد الرياض التي اتخذت من دعم واشنطن في استضافة “مونديال 2026” على حساب الرباط، طريقة لرد الصاع بصاعين.
تقرير: سناء ابراهيم
تعيش العلاقات السعودية المغربية توتراً صامتاً يكاد ينفجر مع مواقف الرياض حيال ملف “مونديال 2026” الذي تطمح المغرب لاستضافته.
واعتبر محللون سياسيون مغاربة أن دعم السعودية للملف الأميركي لاستضافة “مونديال 2026” لكرة القدم، يمثل “ضربة موجعة” للرباط التي تسعى إلى استضافة هذا الاستحقاق، مشيرين إلى أن الموقف السعودي “لا يقف عند ما صرح به رئيس “الهيئة العامة للرياضة السعودية” تركي آل الشيخ، حول أن “بلاده سوف تدعم ترشح الملف الثلاثي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتشترك فيه كل من كندا والمكسيك من أجل استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، بدلاً من الملف المغربي المنافس”.
وأرجع آل الشيخ دعم السعودية إلى “العلاقات القوية والاستراتيجية التي تربط بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى أن “اللجنة الأميركية كانت هي أول من طرق باب السعودية طلباً لدعمها، عكس (لجنة) الملف المغربي الذي لم يراسل السعودية إلا في الفترة الأخيرة”.
ووصف الخبراء القرار السعودي الأخير بأنه “مفاجئ وغير منتظر، خصوصاً أن الرباط كانت تنتظر دعم الدول العربية والإسلامية والأفريقية من دون تحفظ”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أوضحت أن “آل الشيخ وعد القائمين على الملف الأميركي بألا يكتفي فقط بالتصويت لمصلحة الملف الثلاثي خلال مرحلة التصويت، بل إنه سيحث عدداً من الدول المقربة من السعودية، خاصة العربية منها والآسيوية على التصويت لواشنطن، وسيحشد دعمها ضد المغرب”.
واعتبر الباحث والمحلل السياسي المغربي، إدريس الكنبوري، أن موقف السعودية الأخير “لا يعني بالضرورة حدوث أزمة دبلوماسية في العلاقات بين المملكتين”، مشيراً إلى أن بلاده “تتفهم الموقف السعودي، وأنها تلقت توضيحات بشأنه من السلطات السعودية عبر أو خارج القنوات الدبلوماسية”. واستدرك قائلاً: “كأس العالم سياسة والتصويت سياسي، ولا علاقة لذلك بالأخوة أو العلاقات الطيبة”.