قدم العراق للسعودية مفاجئة من العيار الثقيل. أعلن زعيم “التيار الصدري” السيد مقتدى الصدر تحالفه مع كتلة “الفتح”، المدعومة من “الحشد الشعبي”، لتشكيل حكومة وطنية جامعة، في ضربة أخرى لسياسات الرياض الإقليمية.
تقرير: محمد البدري
ذهبت آمال الرياض في ضم العراق إلى جانبها ضد إيران، أدراج الرياح. فجاء تحالف السيد مقتدى الصدر مع الكتلة المدعومة من “الحشد الشعبي” ليقضي على الطموح السعودي في العراق.
فقد أعلن كل من ائتلاف “الفتح” العراقي بزعامة الأمين العام لـ”منظمة بدر”، هادي العامري، و”حركة سائرون” بزعامة السيد مقتدى الصدر، في مؤتمر صحفي مشترك، تشكيل تحالف بينهما وفق برنامج حكومي موحد.
وفيما أكد الصدر بأن التحالف بين “سائرون” و”الفتح” هو تحالف حقيقي ضمن الأطر الوطنية، شدد العامري على أنه تمّ بحث التحالفات وأهميتها في هذه المرحلة، كاشفًا عن تشكيل لجان للبحث مع جميع الأطراف، للإسراع في كتابة البرنامج الحكومي.
واستكمالاً للمشهد الوطني الجامع، التقى وفد من تحالف “الفتح” برئاسة الأمين العام لحركة “عصائب أهل الحق”، الشيخ قيس الخزعلي، بـ”تيار الحكمة”، برئاسة السيد عمار الحكيم، ليتبعه لقاء بين الشيخ الخزعلي، وبين رئيس “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي، أُعلن فيه عن مساعٍ لتشكيل “التحالف الوطني الشامل”.
من جانبهما، اعتبر كل من الحزبان الكرديان الرئيسيان “الديمقراطي الكردستاني” و”الاتحاد الوطني الكردستاني” أن إعلان تشكيل تحالف بين “سائرون” و”الفتح” خطوة إيجابية وبداية لخارطة طريق سياسية، وأكدا، في بيانٍ مشتركٍ لهما، أنه سيتم تشكيل وفد مشترك لبدء المباحثات، على أمل العمل وفق المشتركات، وتشكيل حكومة توافقية وطنية.
إذن، فشلت السعودية بإحداث شرخٍ في المكونات السياسية العراقية يمكّنها العودة الى العراق من بوابة الإنتخابات النيابية، بعد خروجها بهزيمة التنظيمات الإرهابية، المدعومة منها، وفشل مشاريع التقسيم التي مولتها.
جاءت الخطوات السعودية بمحاولة استمالة الصدر ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ناقصة، إذ أنها لم تأخذ بعين الاعتبار موازين القوى والتحالفات في الداخل العراقي، لا سيما بعد هزيمة تنظيم “داعش” وبروز “الحشد الشعبي” كقوة عسكرية وسياسية مواجهة للمشاريع السعودية والأميركية.
ولعلّ تغريدة الكاتب السعودية، جمال خاشقجي، توضح حجم الخسارة السعودية في الخطوات العراقية الأخيرة، باعتباره أن تحالف الصدر والعامري محبط لمن طار بخبر عودة العراق إلى حضنه العربي، في إشارة إلى السعودية. وقال خاشقجي: “هذا حال من يستعجل النتائج ويعيش في وهم انتصارات العالم الافتراضي”.