ليس الإعلان الإماراتي عن وقف معركة الحُديدة في غرب اليمن مراوحة للمكان وتخفيفاً من زخم المواجهة، بقدر ما هو إعلان هزيمة أبوظبي في المعركة التي اعتقدت أن كسبها سيكون سهلاً وسريعاً بعد خسائرها المتلاحقة.
تقرير: هبة العبدالله
لم تفلح الحملة الإعلامية التي رافقت معركة الحُديدة في وسائل الإعلام السعودية والإماراتية من التغطية على الفشل الذي رافق الحملة العسكرية في الساحل الغربي بعد تصدي اليمنيين لقوات العدوان.
وبعد أيام من إطلاق معركة الساحل الغربي لليمن أعلن وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن تحالف العدوان قرر مؤقتا وقف عملياته العسكرية في محيط الحُديدة.
كان الحديث الإماراتي يجري سابقاً عن دخول المطار والتقدم في اتجاه الميناء وعن كسب سريع لمعركة الحُديدة، ولكن ها هي الإمارات وبعد أيام تعلن وقف العملية حيث بدأتها أي في محيط المدينة بعدما عجزت عن تحقيق أي تقدم باتجاه المدينة، وبالتالي فشل تحقيق أهداف المعركة بالكامل.
ليس الإعلان الإماراتي مفاجئاً، فقد سبقه إعلان من قيادات في التحالف عن تغير في خطة الوصول إلى ميناء الحُديدة يتم فيها اعتماد الطريق الساحلي بدلاً من الدخول إلى الحديدة، وهو ما شكل اعترافاً بالعجز عن كسب معركة المطار ثم دخول الحديدة قبل اعتراف الإمارات اليوم بخسارة المعركة.
على امتداد أسبوعين تقريباً، تكبدت القوات الإماراتية خسائر ممتتالية في الساحل الغربي. كانت أكبر الخسائر في العديد البشري بسبب محاولتها كسب مناطق في الساحل وعجزها عن ذلك بعد تطويق القوات اليمنية مناطق تقدم الغزاة وفصلها عن خطوط الإمداد ومهاجمتها. خسرت الإمارات مئات الضبط والجنود فضلا عن مئات الجرحى أيضاً وإحراق عشرات الآليات التابعة لها.
كذلك، فقد نجحت القوة الصاروخية اليمنية باستهداف بارجة إماراتية قبالة سواحل الحُديدة بصاروخين بحريين، وهو ما أكده مسؤولون في “البنتاغون” كما أعلن الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” عن إفشال إنزال بحري لقوات سعودية وإماراتية قرب ميناء الحُديدة خلال الأيام الأولى للهجوم، ما يعني أن اليمنيين نجحوا في تطويق أهداف المعركة الإماراتية ومنع الأخيرة من تحقيقها.