تخفي الإمارات من أسباب إعلانها وفق العمليات في محافظة الحديدة تضليلاً للرأي العام الدولي، وتغطية على فشل العسكري العسكري، وفقاً لصحيفة “نيويرك تايمز”، التي رأت أن المخاوف من حرب الشوارع أجبرت أبو ظبي على إيقاف المعركة.
تقرير: محمد البدري
حددت الإمارات هدفان في بداية عدوانها على مدينة الحديدة في غرب اليمن، الأول هو السيطرة على الميناء والمطار، والثاني هو أن يكون انتصارها حسب مزاعمها مقدّمة لدفع حكومة الإنقاذ اليمنية، إلى دخول مفاوضات السلام، ومنح القوى اليمنية المدعومة من قبل الإمارات والسعودية دفعة أقوى خلال تلك المفاوضات.
مضى اسبوعان على بدء المعركة ولم تحقق الإمارات أيًا من أهدافها المعلنة وغير المعلنة، لا بل إن التطورات الميدانية انقلبت عليها بعد الحصار المطبق الذي فرضه الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” على القوات الإماراتية ومرتزقتها في الساحل الغربي، وما رافق ذلك من كمائن وعمليات نوعية ضدها.
يطرح إعلان الإمارات إيقاف عملياتها في الحُديدة، في هذا التوقيت، تساؤلات عديدة حول الدوافع، لا سيما وأنها هي من أفشلت مساعي المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيث، سابقًا، ببدئها العمليات العسكرية في الساحل الغربي، برغم التحذيرات الدولية، لما ستسببه تلك العمليات، من عرقلة للجهود السياسية.
تؤكد صحيفة “نيويرك تايمز” أن خشية أبو ظبي من خوض حرب المدن أجبرتها على وقف الهجوم، مكذبةً مزاعم الإمارات التي ادعت فيها أن إيقاف العمليات يأتي من أجل منح المبعوث الأممي فرصة للتوصل إلى حل سياسي مع صنعاء.
وتنقل الصحيفة الأميركية عن مسؤولين إماراتيين قولهم إنهم فضّلوا عدم الدخول إلى المدينة لأنهم لا يريدون الدخول في حرب مدن، خاصة وأن القوات الموالية لهم غير مجهّزة لحرب من هذا النوع.
وأضافت الصحيفة الأميركية أنه عندما بدأت الإمارات حربها في شهر مايو / أيار 2018 كان المسؤولون الإماراتيون واثقين من تحقيق انتصار سريع، لكن التحديات العسكرية التي فرضتها قوات الجيش و”اللجان” أوقفت الهجوم، وفق ما تؤكده الصحيفة.
وكان المتحدث الرسمي باسم حركة “أنصار الله”، محمد عبدالسلام قد نفى أن تكون الإمارات أوقفت عدوانها على الحُديدة، مشيراً إلى أن إعلانها كان لتضليل الرأي الدولي وعرقلة الجهود الأممية. ووفق عبد السلام، فإنها الإمارات “تحاول الدخول في معركة جديدة، وذلك للتغطية على الفشل العسكري والسياسي والإعلامي الذي وقعت قوى العدوان فيه”.