على الرغم من التحذيرات الدولية والحقوقية من تزايد المأساة اليمنية بفعل استمرار العدوان والحصار، فقد كشفت إحصاءات الأمم المتحدة عن وفاة 46 شخصاً بالحديدة منذ بدء العدوان العسكري للتحالف قبل نحو شهر.
تقرير: سناء ابراهيم
فيما تتواصل المعارك في اليمن ويستمر تحالف العدوان بشن غارات على المدنيين، فإن الأزمات الإنسانية تتفاقم سوءاً، مع انتشار الأوبئة وتزايد دفع السكان نحو المجاعة، إثر نقص الأدوية والمعونات الطبية، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية، وفاة 46 شخصا بالكوليرا في محافظة الحديدة غربي البلاد.
تسبب الهجوم العسكري الذي شن على الحديدة، بموت المزيد من اليمنيين، ليس فقط بالغارات بل بالتأثير على وصول الامدادات الطبية إلى المرافق الصحية والغذائية، إذ كشف فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن أن المرافق الصحية المحلية في الحديدة سجلت 46 حالة وفاة إضافة إلى 328 إصابة بوباء الكوليرا خلال المدة ما بين 13 يونيو الماضي والسابع من يوليو الجاري.
ولفت حق إلى أن الأوضاع بالحديدة قبل تصاعد النزاع كانت الأسوأ في العالم، واصفاً ميناء المدينة بأنه يمثل طوق النجاة ليس للحديدة فحسب، بل لجميع المحافظات الشمالية.
منظمة الصحة العالمية شددت على أن تكثيف القتال في الحديدة لا يعرض للخطر فقط الأشخاص المتأثرين بشكل مباشر، بل أيضا 70% من السكان الذين يعتمدون على الإمدادات الحيوية بما في ذلك إمدادات الرعاية الصحية التي تتدفق عبر ميناء الحديدة.
المتحدث باسم المنظمة طارق ياسر فيتش، أشار إلى إن معدل سوء التغذية الحاد في الحديدة يبلغ 25.2%.، حيث يعتبر معدل سوء التغذية في محافظة الحديدة من بين الأعلى في اليمن.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت اليمن كأكبر حالة طوارئ إنسانية في العالم منذ يناير 2017، فيما كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) نشرة موجزة حول أبرز الاحتياجات الإنسانية لعام 2018.
مراقبون أشاروا إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن هائلة ومعقدة، وهي تشمل مجموعة واسعة من العوامل المترابطة والمتداخلة، منتقدين الجهات الدولية التي تعمل في المجال الإنساني والتي “باتت تفتقر الى انسنتها حتى انها لم تكلف نفسها الا في احصاء عدد الجائعين والذين يحتاجون الى مأوى”، وفق تعبيرهم.