تحيي بلدة العوامية الذكرى الخامسة لشهيد الغيرة أحمد علي المصلاب، الذي اغتالته رصاصات غادرة من قوات الطوارئ السعودية أثناء مداهمة للمنازل نفذتها الآليات العسكرية والعناصر المدججة بالسلاح قبل خمسة أعوام من الآن.
تقرير: سناء ابراهيم
خمس سنوات على ارتقاء الشاب الشهيد أحمد علي المصلاب. سنوات خمس لم تغب عن ذاكرة الأهالي المداهمة التي قضى خلالها المصلاب برصاص قوات الطوارئ أثناء مداهمة لبلدة العوامية، استخدمت خلالها القوات السعودية الرصاص الحيّ الذي أردى أحمد المصلاب شهيداً وتسبب بجرح آخرين، في التاسع والعشرين من شهر شوال من العام 1434 للهجرة.
ابن الـ19 عاماً شاء القدر أن يكون الشهيد ال19 في القطيف، حيث داهمت القوات السعودية بمدرعاتها العسكرية وعناصرها المدججة بالسلاح حي الجميمة بعد تطويقه بالآليات العسكرية، وداهمت عددا من المنازل وفتحت النيران على السكان، حينها كان الشهيد واقفاً أمام منزله، فاخترقت إحدى الرصاصات قلبه، ففارق الحياة على الفور، كما سقط 15 جريحاً كان 7 منهم بحال الخطر، ونقلوا إلى المستشفى العسكري في منطقة الظهران ووضعوا تحت حراسة مشددة.
على أثر ارتقاء المصلاب، زعمت السلطات أنه قتل بطلق ناري من أحد رفاقه، الأمر الذي نفاه والده، مؤكداً أن ابنه قتل على يد القوات الأمنية.
بعد خمسة أيام من الجريمة، سلمت السلطات جثمان الشهيد، لتبدأ مراسم التكريم ، إذ خرج الآلاف من أهالي القطيف في موكب تشييع مهيب من مغتسل العوامية وجاب الشارع العام، على وقع الهتافات المنددة بسياسات آل سعود.
شيب وشباب، رجال ونساء وأطفال شاركوا في التشييع. ورفع النعش على الأكف مخترقاً جموع المحبين وودعه الأحبة بالدموع والورود، والهتافات المطلبية، المؤكدة ضرورة تحمل السلطات مسؤولياتها، ورفع الظلم عن أهالي المنطقة والكف عن حرمانهم.
تعود اليوم ذكرى شهيد الغيرة أحمد المصلاب، فيما لاتزال القطيف تعاني من الحرمان الاجتماعي، والقمع السلطوي والمشهد الدموي المتكرر، عبر المداهمات والفبركات وانعدام العدالة الاجتماعية.