سوريا-العراق / نبأ – على الرغم من تواصل ضربات التحالف الدولي ضد داعش على ما يقال إنها مواقع للتنظيم في سوريا والعراق، أثبتت تطورات الميدان أن الداعشيين لم يفقدوا إلا جزءا يسيرا من قدرتهم على الهجوم والتحكم والسيطرة. وفي ظل التناقضات والخلافات بين أطراف التحالف أنفسهم، تبدو إستراتيجية مواجهة داعش مخططا لمزيد من التخريب والتدمير أو جعجعة في أحسن الأحوال.
كلهم يحذرون من سقوط كوباني، الأتراك والأمريكيون والخليجيون والأمم المتحدة، عن قلقهم من وقوع مجازر في المدينة يعربون ليل نهار، وعلى ضرورة منع داعش من الإستيلاء على عين العرب يشددون صباح مساء؟ ما الذي يفعلونه واقعا لمنع ذلك؟ لا شيء. غارات متتالية ومتواصلة تشنها طائرات هذا التحالف الغريب على ما يقال إنها مواقع للداعشيين في سوريا والعراق، غارات لم تفلح حتى الآن في الحد من تحركات التنظيم أو شل قدرته أو منعه من توسيع رقعة سيطرته ونفوذه، ما يشهده شمال سوريا وغرب العراق اليوم دليل على ذلك، كوباني ليست خارجة من السياق على الإطلاق، وحده استبسال الأكراد رجالا ونساء في الدفاع عنها يمنعها حتى الآن من أن تصير في خبر كان.
وإذا كان أطراف التحالف الدولي يُجلّون يوما بعد يوم عجزهم عن التصدي للخطر التكفيري الإرهابي، فبأية معطيات ومخططات يمكن تفسير هذا الإختلال الذي بات مفضوحا على رؤوس الأشهاد؟ في آخر تصريح صحافي لها قالت مرضية أفخم المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية إن التحالف الأمريكي الخليجي أطلق يد داعش في المنطقة وأعانها على ارتكاب المزيد من الجرائم، حكم يبدو منطقيا وواقعيا بالنظر إلى جملة المصالح المتحكمة بعمليات التحالف الدولي والإختلافات الناتجة منها. كل طرف يريد أن يغني على ليلاه ويرسم الخارطة وفق هواه ويمهد للتسوية بشروطه… أي شروط الغالب والخليفة والمستعمِر.
تركيا لا تظهر مستعجلة في إضعاف داعش فضلا عن القضاء عليه، على الرغم من المخاطر المحدقة بأراضيها وتهديد الأكراد بإنهاء عملية السلام معها وانفلات الحراك الشعبي في مدنها ذات الغالبية الكردية، تميل أنقرة إلى التروي والتكتيك الممل في تعاونها مع من أسموا أنفسهم مكافحي الإرهاب، جل همها إقامة منطقة حظر جوي شمالي سوريا والتوطئة لتدخل بري يمكنه تعديل موازين القوى، تلهف الرئيس التركي رجب طيب أرودغان على سقوط كوباني يجلي جزءا من ذلك الشاغل العثماني. شاغل جددت واشنطن رفضها تحويل جزئيته المتعلقة بإنشاء بقعة عازلة إلى خطوات عملياتية.