لبنان / نبأ – في خضم الحرب والتطورات التي تشهدها المنطقة يبدو أن للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ما يكفي من الوقت لاستقبال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، لكن على أي حال فإن في التوقيت دلالات لابد أن تُقرأ، كما يقول أهل المعرفة بدهاليز القصور والسياسة.
على وقع المعارك مع الارهاب في الجبهة الجديدة شرق لبنان والتي ثبتّت خيارات حزب الله، الخصم السياسي للحريري، وأعطته دور السند القوي للجيش الوطني ومنحت الحزب من قبل الرأي العام الداخلي تأييدا أوسع لتدخله العسكري في الأحداث السورية.. من هذا المدخل، أطل الحريري من قصر الاليزية بدور الساعي في تسريع تسليح الجيش اللبناني ومن بوابة هبة المليار دولار السعودية.
إلا أن إيعاز الراعي السعودي للحريري في هذه الخطوة تمثل بالدرجة الأولى الرد السريع والمنافس في إثارة الجلبة الاعلامية على زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شامخاني إلى بيروت قبل أيام، وإعلان شامخاني عن هبة إيرانية لتسليح الجيش اللبناني، وهذه المرة بالأسلحة اللازمة خارج قيود الفيتو الأميريكي على أي سلاح نوعي قد يزعج إسرائيل.
إذن، يزداد موقف الحريري إحراجا على الساحة اللبنانية، شأنه في ذلك شأن راعيه الإقليمي، حيث لا يمكن أن يسلم الحريري وفريقه السياسي من انتقاداتٍ مماثلة لتلك التي وجّهها نائب الرئيس الأميريكي جو بايدن للدور السعودي في دعم المجموعات الإرهابية، حيث قام الحريري بالدور عينه في دعم هذه المجموعات التي تقوم اليوم بمحاربة الجيش اللبناني وخطف جنود هذا الجيش نفسه الذي يريد الحريري دعمه بأضغاث الوعود السعودية.