قالت المنظمة “الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان” إن قضية المعتقلة نوف عبد العزيز الدوسري تؤكد الخطر والتهديد المستمر الذي يحوط بالنشطاء في السعودية، حيث كانت وطوال السنوات الثمان الأخيرة، تحت احتمال الاعتقال في أي لحظة.
وقال المنظمة، في بيان، إنه بعد مضي قرابة 6 أسابيع على إعتقالها، في يوم 6 يونيو / حزيران 2018، واعتقال صديقتها مياء، من دون توافر معلومات لدى أفراد وجماعات المجتمع المدني في السعودية حول أوضاعهن القانونية، يؤشر إلى أن الاعتقالات في السعودية بمثابة تغييب كامل وتام للناشط وأخباره.
وأضافت المنظمة “إضافة إلى ذلك، يشير التغييب إلى مستوى التكتم الذي يمارسه أصدقاء وذوي الممتقلين نتيجة لحالة الترهيب والترغيب التي تمرست عليها الحكومة السعودية”.
وذكّرت المنظمة أن السلطات السعودية اعتقلت نوف بعد مداهمة قوات أمنية لمنزلها اقتادتها إلى مكان مجهول، وكانت نوف قد توقعت إعتقالها، حيث طلبت نشر رسالة لها في حال حدوث ذلك، أشارت فيه إلى أن سبب الإعتقال هو مساعدتها ضحايا الإنتهاكات ومواقفها التي تصب في الدفاع عن حقوق الإنسان. وبعد أيام من اعتقالها، أي في يوم 9 يونيو / حزيران 2018، اعتقلت السعودية المدافعة عن حقوق الإنسان مياء الزهراني بسبب نشرها مقال صديقتها نوف وتضامنها معها.
ومنذ عام 2008، بدأت نوف مشوار الكتابة والإعلام في مؤسسات إعلامية عدة ممارسة لأدوار متنوعة، ودأبت على إطلاق العديد من الحملات الحقوقية المناصرة لمعتقلي الرأي، وشاركت في خطوة جريئة بهدف رفع سقف المشاركة السياسية للمرأة عبر توجهها للتسجيل في قيود الناخبين لإنتخابات المجالس البلدية في عام 2011 برغم عدم السماح رسمياً للمرأة بالانتخاب أنذاك، حيث لم يسمح به رسميا إلا في عام 2015، كما تنوعت مجالات إهتمامها الحقوقية لتخرج عن الإهتمامات السائدة، حيث شاركت بكتابات عن حقوق ذوي الإعاقة وأولت إهتماما بعديمي الجنسية “البدون”.
وقدمت نوف مقالات متنوعة، برز من خلالها إهتمامها بإصلاح الشأن العام وحول نضال المرأة السعودية والاعتقالات التعسفية للمدافعين عن حقوق الإنسان، وطالبت بحرية التعبير عن الرأي. كما أكدت نوف في منشورتها تعرض حسابتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي للتخريب العمد في محاولة لترهيبها أو وإغلاق حسابها.