رفع تحقيق استقصائي الغطاء عن دور ابوظبي عبر جماعات الضغط الممولة من قبلها في بريطانيا للتحريض وشن حملات مكثفة لمنع انتشار الديمقراطية.
تقرير: سناء ابراهيم
مع الدور الذي تلعبه الإمارات في توتير الأوضاع في المنطقة، كشف تحقيق استقصائي لمنظمة “سبين ووتش” البريطانية المعنية بمتابعة قضايا الفساد السياسي ومراقبة جماعات الضغط، عن دور أبو ظبي في شن حملات مكثفة في بريطانيا ضد الثورات العربية، لقمع انتشار الديمقراطية والتحريض على قطر.
المنظمة وفي تحقيق ناقشته تحت سقف مجلس العموم البريطاني، اتهمت أبو ظبي بتقويض السياسة في بريطانيا، والمساهمة في إشاعة حالة توجس تجاه المسلمين في بريطانيا بصورة عامة، وهي الحملة التي ساهمت في تعزيز الإسلاموفوبيا والتحريض ضد المسلمين، وفق ما يؤكد برلمانيون بريطانيون، في مقدمتهم العضو البارز بحزب العمال كريس وليامسون.
التحقيق الاستقصائي جاء تحت عنوان “الإمارات العربية تخرب الديمقراطية في بريطانيا”، وحضر جلسة المناقشة معدو التقرير وعدد من البرلمانيين، إذ لفت ديفد ميلر -وهو أحد مؤسسي منظمة “سبين ووتش” وأحد معدي التقرير- إلى أن التقرير ارتكز بشكل كبير على الرسائل الإلكترونية التي تسربت من قبل شركة الضغط البريطانية التي كانت تدفع لها الإمارات أموالا طائلة، وكشفت الرسائل مجموعة من الممارسات التي كانت تقوم بها الشركة سواء للتأثير على الصحفيين بهدف انتقاد جماعة الإخوان المسلمين أو انتقاد القطريين والنظام القطري.
بدوره، الصحفي أليكس دلمار مورغان -وهو أحد معدي التقرير من منظمة “سبين ووتش”- وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، قال “إن الإمارات قامت بحملة في محاولة للتأثير على سياسيين وصحفيين، وذلك في إطار حملتها المناهضة لقطر”، وفق تعبيره.
تقرير “سبين ووتش” كشف عن سلسلة من الاجتماعات السرية والشخصية بين رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بين عامي 2012 و2015، لمطالبة بريطانيا بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، مشيرا إلى أن الإمارات حاولت الضغط على بريطانيا لإلصاق تهم الإرهاب بقطريين بارزين، بينهم أشخاص من العائلة الحاكمة.
يختتم تقرير المنظمة بالتشديد على ضرورة تنظيم أكثر فاعلية لمجموعات الضغط وللصحافة البريطانية لمنع تأثير الحكومات الأجنبية -ومنها حكومة الإمارات- على وسائل الإعلام البريطانية.