تحاول مجموعات الضغط داخل الكونغرس الأميركي الدفع في اتجاه ضم كامل الجولان المحتل إلى ما تسمى السيادة الإسرائيلية قبل حسم الجيش السوري وحلفائه معركة جنوب سوريا بشكل كامل.
تقرير: حسن عواد
مع اقتراب الجيش السوري من حسم معركة الجنوب نهائياً، وعودة وجود قواته على الحدود المرسومة في عام 1973، يتسارع الحديث داخل أروقة الكونغرس عن مسألة اعتراف الإدارة الأميركية بسيادة العدو الاسرائيلي على كامل هضبة الجولان في ما يبدو أنه تحرك جديد لمواجهة التقدم العسكري، وعدم قدرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة هلسنكي من أجل دفع إيران الى الخروج من المنطقة.
تعتبر خطة ضم الجولان جزءً من جهود واسعة يبذلها أعضاء في الكونغرس الأميركي، داعمين لتل أبيب، في تحرك مماثل لاعتراف الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، في عام 2004، بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية المحتلة.
وقد نشطت مجموعة الضغط الإسرائيلية في الكونغرس الأميركي من أجل فرض الاعتراف بالسيادة الكاملة على الجولان قبل تثبيت السيطرة ميدانياً.
ويأتي التحرك الأميركي الحالي بعد محاولات عديدة في هذا الشأن قام بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أولها كان في عام 2015 خلال ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، لكن الأخير رفض الطلب. واستعاد نتنياهو زخمه لسحب الاعتراف الأميركي خلال منتصف عام 2017، لكن إدارة ترامب نصحت نتنياهو عدم خلط الأمور والتركيز فقط على خطوة إعلان القدس عاصمة للكيان. لكن الملف عاد اليوم ليحتل أولويات تل ابيب بعد التطورات الميدانية الأخيرة.
وعن احتمالات الاعتراف أكد خبراء في الشؤون الإسرائيلية أنه قد يحصل لأسباب عديدة، أهمها أن ترامب أقدم على إعلان القدس عاصمة للكيان، ومع ذلك لم تكن ردة الفعل الدولية والعربية وحتى الفلسطينية بالمستوى المطلوب الذي يمكن أن يمنع الرئيس الأميركي من تكرار التجربة في الجولان السوري، إضافة إلى أن المجموعة الداعمة للاحتلال من الجمهوريين والديمقراطيين يستغلون شخصية ترامب الخارجة عن أي معايير دبلوماسية وسياسية، لتطبيق ما لا يمكن تطبيقه مع رئيس آخر.