تسعى السعودية إلى تلميع صورتها في الغرب، لحمياتها من آثار الانتهاكات الفظيعة التي ترتكبها، وذلك عن طريق تمويل وسائل الإعلام الأجنبية والاتفاق معها على افتتاح مواقع إلكترونية تابعة لها بإشراف السعودية.
تقرير: هبة العبدالله
تهتم السعودية في الغرب بالسيطرة على الرأي العام والذي تقودها إليه السيطرة على وسائل الإعلام الناطقة بغير العربية. وفي هذا الإطار، أعلنت “المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق” عن إطلاق موقع “ذي إندنبندنت” خدمات باللغة الأردية والتركية والفارسية والعربية.
سيتولى إنتاج الجزء الأكبر من محتوى الموقع من قبل صحافيين من المجموعة السعودية في لندن وإسلام أباد واسطنبول ونيويورك، في حين ستساهم صحيفة “إندبندنت” فقط بالمقالات المترجمة من اللغة الإنكليزية، ما يعني سيطرة الشريك السعودي عل المحتوى الذي سيقدمه الموقع البريطاني بنسخه الجديدة.
وتقول “إندبندنت” إن المواقع الجديدة ستعمل على إنتاج أخبار وأفكار وتحليلات في الشؤون العالمية والأحداث المحلية، أي إن الرياض نجحت في فتح أبواب عدة لتلميع صورتها أمام الرأي العام الغربي عبر تشويه الحقائق والتعتيم عليها، وهي السياسة المتبعة في وسائل الإعلام المحلية والتي ستطبق خارج مكاتب الرياض الآن أيضاً.
وتعمل “المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق” مع “إندبندنت” ضمن قيود الرقابة السعودية الصارمة الملتزمة بالسياسة السعودية، وهو ما يعكسه عملها في نشر صحيفة “عرب نيوز” الصادرة باللغتين الإنكليزية والعربية، وصحيفة “الشرق الأوسط” الصادرة باللغة العربية.
تعكس الخطوة الجديدة هدف السعودية في تأمين تغطية إيجابية لصورتها في وسائل الإعلام الأوروبية والشرق أوسطية والأفريقية، التي تركز على الضيوف السعوديين الموالين للحكومة بهدف محاربة كل ما تقدمه وسائل الإعلام الأخرى، بعدما قدمت الرياض لهذه المحطات دعماً مالياً هائلاً ليس على شكل تبرعات فحسب بل عبر شراء آلاف الاشتراكات فيها أيضاً.