لم تلق المساعي الأميركية لعزل إيران والتي بدأتها بالانسحاب من الاتفاق النووي تجاوباً من قبل أصدقاء الولايات المتحدة الذين لم يوافقوا على استراتيجيتها الجديدة اتجاه طهران، وهو ما دفعها إلى تعديل لهجتها معها.
تقرير: هبة العبدالله
تتراجع اللهجة الأميركية الحادة تجاه طهران على خط تنازلي. فحرب محاصرة طهران والقضاء على اقتصادها التي بدأها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ليلة انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران في مايو / أيار 2018 تقلصت الآن إلى ما يشبه إظهار حسن نوايا بإعلام ترامب جاهزية بلاده للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، وهو تصريح يعني باللغة الأميركية عجزاً عن مواصلة الحرب ضد الجمهورية الإسلامية.
توالت الردود الإيرانية على الرئيس الأميركي طوال الأسابيع القليلة الماضية بلهجة أكثر حدة من تلك التي تكلم بها ترامب. وردت ردود كثير على لسان مسؤولين عسكريين إيرانيين تمسكوا بعدم قبول بلادهم بالانصياع لما تريده واشنطن بجرهم لتدمير الاتفاق مع الدول المتبقية فيه، معتبرين أن ما ترسمه الإدارة الحالية مبني على حسابات خاطئة وفهم خاطئ للشعب كما والمسؤولين في إيران.
فأمام تمسك روسيا والصين بالاتفاق ورفض الأوروبيين التبعية لترمب في مسألة لانسحاب منه، ورفض معظم الشركات غير الأميركية العاملة في طهران الخضوع للعقوبات الأميركية الجديدة إلى جانب التمسك بشراء النفط الإيراني، وجدت واشنطن نفسها محاصرة برفض فكرة عزل إيران وتدمير اقتصادها، فلم يجد ترامب غير كلمة سنرى ماذا سيحدث بعدما أكد سابقاً ألا تهاون مع إيران وأن إدارته لن تقبل بغير تقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، بينما يقول الآن إنه مستعد للبحث في اتفاق جديد.
وبعد كل التهديدات يتحدث ترامب عن استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات. رفضت إيران هذا الاقتراح منذ لوح لرئيس الأميركي بالإنسحاب من الاتفاق النووي قبل أشهر من الإقدام فعلاً على هذه الخطوة. وطوال تلك المدة، أكد المسؤولون الإيرانيون أن احتمال تعديل الاتفاق النووي أو استبداله باتفاق جديد مرفوض بالنسبة إليهم، ما يعني رد سابقاً من إيران برفض التفاوض مع الرئيس الأميركي، بشروطٍ جديدة أو تحت التهديد.