نبأ نت – بينما كان المبعوث الأممي مارتن غريفيث يختتم مشاوراته السياسية ويتحضر لتحديد موعد المفاوضات اليمينة الجديدة، لم تتوانَ طائرات العدوان عن ارتكاب أبشع مجازرها بحق المدنيين في مدينة الحديدة وهو ما أثار كثيرا من الشكوك حول جدية تمسك دول العدوان بالبحث عن حل سياسي للحرب في اليمن مقابل التصعيد العسكري المتواصل في الساحل الغربي.
حدد غريفيث، في كلمته أمام مجلس الأمن، موعداً هو يوم 6 سبتمبر / أيلول 2018 لانعقاد جولة جديدة من مشاورات السلام في مدينة جنيف السويسرية. لم يعكس خطاب غريفيث شيئاً من الأمل بالنسبة إلى اليمنيين بل مزيداً من التشاؤم حول جهود مندوب المنظمة الدولية لإحلال السلام في اليمن.
فبالأخذ بعين الاعتبار الفترة الطويلة التي تفصل اليمنيين عن طاولة الحوار وتمسك جبهة العدوان بخيار التصعيد في مدينة الحديدة يكون غيرفي قد أفسح مجالاً واسعاً للعدوان بارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين والضغط على المدنيين في الحديدة الذيت استهدفهم التحالف بمجزرة كبيرة قبل يومين.
ليس على المستوى الإنساني فحسب بل على المستوى السياسي أيضاً، يسود التشاؤم حلفاء الرياض وأبو ظبي في حكومة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، إذ نقلت وسائل إعلام غربية عن مسؤولين في حكومة هادي رفضهم اعتبار ما ستستضيفه جنيف مفاوضات والاكتفاء بتسميتها بالمشاورات التي ستحدث من أجل المشاورات.
أكثر ما يزعج الرياض وأبو ظبي أن القوات اليمنية لم تستجب مع غريفيث خلال زيارتيه الأخيرتين إلى صنعاء بطلبه الانسحاب من مدينة الحديدة ومينائها من دون قتال. قابل التحالف الصمود العسكري لليمنيين بجرائم بحق المدنيين في الحديدة ومحيطها طوال الأسابيع الماضية في محاولة للضغط على اليمنيين واستعادة المبادرة في الميدان.
وبينما أكد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي مرونة حركة “أنصار الله” في التعامل مع المبعوث الأممي وأي اقتراحات تقدم السلام في اليمن، فإن دول العدوان التي تلملم خسائرها المتتالية في الداخل اليمني كما في مواقعها الاستراتيجية الداخلية لم تبد هي الأخرى أي استعداد للتفاوض وإنهاء الحرب وهي ستحاول في الأيام القليلة المقبلة الاستفادة من تأخير موعد المشاورات المنتظرة.