لن تكتفي الإدارة الأميركية بقرار الرئيس دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لـ”إسرائيل” إذ تقود الآن مشروعاً أكبر وأخطر يمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، ويلغي أنشطة المنظمات الداعمة لهم…
تقرير: هبة العبدالله
في تكثيف للمساعي الأميركية الهادفة لإجهاض القضية الفلسطينية وإنهائها لصالح الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، يسعى كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنير، إلى إغلاق وكالة “غوث” وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
يتولى كوشنير بنفسه هذه المهمة ويقود تحركات سرية ومكثفة في هذا الإطار وقد بعث من أجل هذه الغاية رسائل إلى كبار الموظفين في البيت الأبيض يطلب منهم فيها التحرك من أجل تقييد أنشطة “أونروا”، في استجابة لدعوات اليمين الحاكم في تل أبيب إلى التخلص من المنظمة بزعم أن بقاءها يضر بمصالح “إسرائيل”، لا سيما الإبقاء على قضية اللاجئين.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية عن مصادر أميركية أن إحدى الرسائل التي بعث بها كوشنير إلى زملائه في البيت الأبيض وضمنهم المبعوث الخاص للمنطقة، جيسين غرنبليت، يقول فيها إنه يتوجب ممارسة جهود كبيرة وصادقة من أجل التشويش على عمل وأنشطة “أونروا”.
يرى المسؤولون الأميركيون في بقاء هذه المنظمة تعذراً للجهود الأميركية الرامية إلى تسوية القضية الفلسطينية في حل يضمن بقاء الاحتلال ويلغي وجود الدولة الفلسطينية ويمنع عودة اللاجئين إليها، خاصة أن الكونغرس يحضر مشروع قرار يهدف إلى إلغاء مكانة “اللاجئ” عن أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين طردتهم العصابات الصهيونية قبيل الإعلان عن “إسرائيل”.
وبحسب المصادر الأميركية نفسها، فإن تحرك كوشنير ليس منفصلاً عن سلسلة تحركات أميركية مكثفة تجري من قبل البيت الأبيض والكونغرس تحت إشراف ومتابعة ترامب بهدف تصفية قضية اللاجئين وسط توقعات بأن يصدر الرئيس الأميركي قراراً يرفض فيه عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هجروا منها.